أريد أن أصرخ صرخةً تهز الكرة الأرضية، حديثي عن ما حدث بالأمس حينما تم قطع وسائل التواصل الاجتماعي، البعض وإن لم يكن الكل يدخل ويخرج مرارًا وتكرارًا، ويظن أن المشكلة في هاتفه، والبعض كان سيفقد عقله؛ بسبب عطل وسائل التواصل الاجتماعي، وااسفاه، والله لقد وصلنا إلى مرحلة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، إخواني، أي دمان هذا؟
وكأننا خُلِقنا لندمن هذه الوسائل التي لا تفيدنا بشيء، ونسينا لماذا خلقنا الله.
إخواني، والله لن ينفعنا هذا الإدمان يوم أن نقف بين يدي الله -عز وجل- علينا أن نعيد النظر إلى حياتنا مرة أخرى؛ فالموت على الأبواب ولا مفر منه، لماذا لا نفهم أن هذا العطل رسالة مِن الله لنا؛ لكي نفيق مِن هذه الغفلة التي نحن فيها، ونراجع أنفسنا، ونراجع حالنا مع الله؟
لماذا لا نحزن على تقصيرنا مع الله بقدر الحزن الذي حزناه حين حدث هذا العطل؟
أزيحوا الغشاوة مِن على قلوبكم؛ فوالله لن ينفعكم أحد، والمحزن في الموضوع أكثر أنه حينما تصلح العطل رجع الناس كأنه لم يحدث شيء؛ بل وأخذوا الموضوع بكل مزاح؛ فالبعض يقول أنه عكف ساعات العطل على الروتر؛ لأنه كان يظن أن العطل فيه، والبعض الآخر عكف على هاتفه؛ لأنه كان يظن أن المشكلة فيه، ويحزنني أيضًا أنني لم أجد ولو شخصًا واحدًا يقول أن اعتبرتها رسالة مِن الله لي وسوف أبدأ بتغيير نفسي.
إخواني، لا أستطيع أن أقول سوى أفيقوا وعيدوا ترتيب أولوياتكم، يهديكم ويهدينا الله.
-منار عبدالرازق-