ما أسوء الانتظار!
إنّه لأمر كئيب أن تنتظر أشياء ليست بآتية، كرجل عجوز يجلس في منتصف الطرقات، يرى العابرين ويحلُم بأن يعبُر مثلهم؛ لكنه إذا أخذ في الوقوف يجد نفسهُ وقع أرضًا ولم يقدر على العبور مثلهم، وجلس كما كان يجلس، ويتأمل وينتظر اللحظة التي سيعبر بها، ويطول انتظاره، وما تلك اللحظة بآتية!
كذلك نحنُ، نتلهف على أشياء وننتظرها كثيرًا، حتى لو كنا نعلم أنها ليست بقادمة؛ لكننا تعودنا على نار الانتظار، النار التي تأكلُ بنا في كل وقت وحين، وتفتتُنا من كثرة الآهاتِ والعبراتِ التي ألقيناها على الطرقات؛ لذلك لحظات الانتظار مرهقة جدًا، تجعلنا غير واعيين أننا حقًا بعد كل ذلك الانتظار سنحصل على ما انتظرناه؛ لكنها معادلة غير متزنة، نحاول أن نجعلها تتزن؛ بسبب مشاعرُنا التي دفعتنا إلى ذلك، دفعتنا مثل ذلك العجوز أن ننتظر ونتلهف على فعل ذلك الشيء الذي يراه وهو جالس، لكنه ينتظر السراب؛ فهو ضاع شبابه وبقى عجوزًا ينتظر شيء صعب الحدوث.
كذلك نحن أكلنا الانتظار دون أن نتعمق، هل ما انتظرناه، وأكلنا من كثرة ما انتظارناه سيأتي، أم أنه شيء صعب الحدوث؟
لذلك رُب صدفة خيرُ من ألف انتظار.
بقلم/ إسراء خورشيد