صِرتُ أُمًا.
عندما رُزقت بابنتي هذه شعرت بلطف العالم كله وهو يحتضني، رُزقت بالرفيقة والصديقة وحبيبة رسول الله، رُزقت بالمؤنسة الغالية، رُزقت شيئًا صغيرًا جدًا، عليّ أن أجعل من هذا الشيء أمًا ذات يوم، لا يمكنني وصف جمال هذا الشعور ولو كتبت مجلدات في وصفه، أمتلك شيء غاية في الرقة، غاية في الجمال شديد اللطف، علمتها الحبو، ثم المشي، ثم تناول الطعام، ثم في السابعة علّمتُها الصلاة، ثم في العاشرة لي حان الآن أن يذّكر التلميذ معلّمه بالصلاة وأصبحت من يذّكرني بها، حرصت شدة الحرص على أن أترك لها ميراثًا ثمينًا؛ فلم أجد ميراثًا غاليًا بعد كونها عالمة بشكل كبير بأمور دينها ألا وهو حبها لأخيها، هذا ميراث غالي لا يُقدر بثمن، اخترت معها ملابسها التي كانت في غاية الرقة، فهى كانت تزين كل زي تلبسه، البارحة كان حفل تخرجها كانت جميلة جدًا، تتزين بحجابها الجميل الذي يلتف حول هالة شديدة البياض والجمال، وبعد شهرين من اليوم هو حفل زفافها، هنيئًا لي أنا وأبٌ كريم ما أهانني ولا أهانها؛ بل أحبها حُبًا جمًا، وأكرمها ولم يرضى بهوان لنا، هنيئًا لنا بأمر الله وبعد شفاعة نبيه أن نكون في الجنة مع الأنبياء آباء البنات، أو أن نكون إليه قريبين، مقرب إصبعين من يده الشريفة في الجنة.
بقلم/ نيرة السقا