يومٌ لا ينسى
للذكرى والأثر الجميل، وعلى سبيل البهجة وتوثيق هذا اليوم؛ فهو الأمتع، والأجمل، والأنفع على الإطلاق منذ أن وطأت قدمي هذه الجامعة
صدقًا لا أعرف كيف أصف لكم مدى شعوري، وصدق إحساسي بهذا الجمال الذي اختُتِمَ به يومي ألا وهي مُحاضرة في النقد الأدبي الحديث للعالم الجليل، والعلامة المفضال، الأستاذ الدكتور جميل عبدالمجيد أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب جامعة حلوان، ذو الأثر الطيب، نبعٌ في اللغة العربية وعلومِها،
ماذا القول في شخصيته؟
حبذا شخصيته القوية، وأجمل الطباع التي تركها فينا من أول لقاء لنا معه في الفرقة الثالثة؛ فالكرمُ يبدو من شيمه، وضرب المثل في علمه، والدين والخلق عنده، صاحب التميز والأفكار النيرة، مثقفٌ، ناقدٌ، متميزٌ، مبدعٌ مستنيرٌ، لا يعرف للنهاية طريق، بحرٌ زاخر من العلوم والمعارف في شتى المجالات.
يهمه الكيف وليس الكم، يهتم بفكر وعقلية من أمامه، ويبحث بكل الطرق؛ ليرَ الأيسر على الطالب في استيعاب ما يقوله، يساعده على التعبير عمَّ في نفسه.
وأعدد لكم مواقف شخصية مع هذه الشخصية الفريدة والعلامة الذي لا نظير، ولا منافس له في علمه.
- ذات مرة كنت بصدد دراسة بحثية، وأخبرته عن رؤية جديدة لي في النص؛ فقبل أن أكمل قال لي: متأكد أنها ستكون إضافة متميزة.
لا يعرف لليأس، والإحباط والتعجيز كغيره طريق.. كل ما يفعله هو بث روح الأمل والتفاؤل.
مرة ثانية كنت أعرض لدراسة بحثية وفق منهج معين ضمن مناهج المقرر على تطبيق من إنشائي وقال أني باحثة متميزة وأديبة.
- ومرة أخرى كنت آخذ برأيه في نصٍ قد كتبته وقال أني ناقد واعية.. صدقًا أنا لا أجمل نفسي، لكن هذه البساطة تركت أثرًا كبيرًا داخلي، وداخل كل مَنْ عرفه. أرجو أن أكون بقدر هذه الثقة.
صدقًا أبهى النّاس حقًّا من كان متزيّنًا بزينة الإيمان، ولسانهُ عذبٌ قد تهذّب بتعاليم القرآن، إن خالطَ الناس كان خفيف الروح، وإن عبر مكانًا أزهرَ فيه ببركات نفعه وعطائه، قلبه سماويّ التطلّعات، وفؤاده دومًا يهفو إلى ربّه، وهذا هو سرّ إشراقه.. وأساتذنا المفضال أروع مثالًا على ذلك.
توجيهاته في آخر المحاضرة
1. ألا يجعل الإنسان همه المال؛ فهو ضروري، ولكن ليس كل شيء في الحياة.
2. أن يعمل الإنسان بإتقان، وليس لمقابلٍ مادي، أن يرضي ضميره وربه قبل البشر، ويثق أن الله سيكرمه.
3. وبعد ذلك عرض للأية الكريمة التي تقول: " ومن يتقِ الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب ".
4. فعندما يتقِ الإنسان ربه في كل عملٍ يفعله يرضيه الله، ويجبر خاطره، ويرزقه من حيث لا يدري.
5. عرض لنا نماذج من تجاربه في الحياة، ولم تكن وردية معه؛ فهو تعثر في طريقه، لكن أرضى ربه؛ فأرضاه الله، وفاض عليه من كرمه.
6. أكد على أن الرزق ليس مالًا فقط؛ فقد يكون
7. زوجة صالحة زوج صالح ابن بار، ستر، صحة، عافية.. إلخ
8. المهم أن تترك بصمتك في الحياة، أي تكن ذا أثرٍ طيبٍ؛ فخير الناس أنفعهم للناس.
9. مهم جدًا أن تفعل الشيء لله، ولا تنظر رد الجميل من الناس؛ فقد ينكر فضلك أحدهم؛ فتستاءُ من ذلك، ولا تفعل الخير ثانيًا.. إنما مع الله سيكون العوض بطريقة تبهج القلوب.
10. ألا تنتظر رد الجميل .
11. تتعامل مع الناس بمبدأ كن مُحسنًا وإن لم تلقِ إحسانًا.
بقلم: |أميرة اللغة، وابنة الضاد| ناهد سلامة.