كتبت مريم مصطفى سعيد
عزيزي
قبل الذهاب لأنال قسطًا من الراحة ليلة أمس، تمنيت ألَّا يأتي الغد ومعه هموم أخرى فقد أرهق قلبي من كثرة العوائق التي يجب عليه أن يتحملها.
لم تكن أيامي الماضية كتلك الأيام التي تبتسم شفتيك تلقائيًا عند تذكرها، حتى أنه في تلك الأيام لم يخبرني أحد أنني جميلة، ولا على الأقل أنني حمقاء تعيسة فقط كنت أنا ووسادتي المُنهمرة بالدموع، في ذلك الجانب المظلم من الغرفة نلعن نصيبنا من الدنيا، وننتظر أن يضئ لنا ذلك الجانب.
أدركتُ أن المرأة مهما كان عمرها صغيرة أم كبيرة، فتلك غريزة لدى المرأة ودائمًا ما تود الجمال والاهتمام حتى إن لم تظهر لك ذلك فهي تود الاهتمام مثل طفلة في السابعة من عمرها، جلبت لها أمها رداء جديد، ليحدق الجميع بجمالها.
فهي فطرة لدى المرأة ترتدي ملابسها الجديدة الأنيقه لتلفت الإنتباه وتحظى بالإهتمام، تضع بعض مساحيق التجميل لتفتن بها أعين الرجال، ترتدي حذائها ذات الأصوات العالية، لتتنغم خطواتها عند السير.
أحيانًا أشعر أن الثقة بالنفس ليست كل شيء، مهما كان مقدار حب الشخص لنفسه، لازال يريد ثوابت تأكد له ذلك، فالإنسان يريد أن يؤكد له كل يوم أنه أعظم الإنتصارات وأجمل الأشخاص وأكثرهم ذكاء.
هل تعلم؟
في الأيام الماضية، فقدتُ قدرتي على الكتابة وعلى كل شيء، حتى دراستي فقدت شغفي تجاهها، أظن أنا أيضًا أردت أن يخبرني أحدهم انني أعظم الانتصارات، وأجملهم ما قد يمر عليه وأنني أذكى الأشخاص حتى لو لم أستطع حل معادلات رياضية.
هل تعلم أيضًا؟
أخذت أفكر ماذا بعد أن أصبحتُ طبيبة، أو معلمة، أو أي شيء؟
هل سأكون رضيتُ بنفسي أم أنني أسعى لإرضاء المجتمع والأهل والأصدقاء.
شعرتُ حينها أنني أصبحتُ شخصًا بدون أحلام.
عزيزي
تلك الأيام الماضية ما هي إلًّا أيام كان عقلي في صراعات قاتلة بين الماضي والحاضر
صراعات دارت على مدار أيام ولكن بعقلي بدت وكأنها سنوات.
كانت ليالي مُمتلئة بمشاعر مختلطة، وددت لو تنفجر قنبلة برأسي حينها؛ لأتخلص من كل ذلك ولكن الآن أشعر براحة للبوح لك بكل تلك الأفكار المُختلطة، التي سيطرت على عقلي لبضع ايام.
أينما كنت سأظل أُرسل لك لك رسائلي، أأمل أن لا تضجر من كثرة ثرثرتي ولكن لا أحد أبوح به ما يشغل خاطري.