جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

_رغبة قدر_ بقلم الكاتبة وفاء طارق. |جريدة لَحْن الأدبية والأخبارية.



رهف:- لو سمحت يا كابتن أدي السواق الأجرة

((رهف، فتاة جميلة في الثامنة عشرة من عمرها، فتاة محبوبة ذات روح مرحة، يعشقها كل من يراها))
أخذ الشاب الأجرة منها و لكنه شعر أنها هي من أخذت روحه بتلك الأنامل الناعمة التي لامست كفه خطأً، ، نظر لها نظرة عابرة و لكنها كانت كافية لسحق روحها، ، لقد سُحبت روحها لتلك الأعين الساحرة، و كأن عيناه مغناطيساً يجذبها، إرتبكت ملامحها، فحاولت الإختباء من نظراته لروحها، و التي شعرت و كأنها أصبحت عارية تماماً أمامه الأن، وصل الأتوبيس إلى محل عملها أخيراً، ليُنقذها من هذا الحب الذي طبع قبلته علي قلبها، رهف بإرتباك أثر نظرات الشاب لها:- علي جنب لو سمحت!
توقف الأتوبيس لتنزل و هي تشعر و كأن أنفساها تحررت أخيراً، دخلت إلى محل الهدايا الذي تعمل به و هي مبتسمة كعادتها، رتبت أوضاع المحل، و إستعدت لإستقبال الزبائن، و لكنها صُعقت أثر ما رأت، كان هو، نعم هو، لكنها أدركت أنه ليس شاباً كما توقعت، إنه رجل بالغ ليس في مثل عمرها، حاولت تدارك الموقف و هي تبتسم لتحيٌه التحية المعتادة التي تُقال لجميع الزبائن :- أهلاً يا فندم، المحل نور، حضرتك تحب تشتري إيه؟
الشاب:- أحم أحم، أنا بصراحة مش جاي عشان أشتري، بصي المحل فيه كاميرات مراقبة، بتخلصي شغل إمتي؟
رهف بإرتباك:- نعم! و إنت مالك؟ أتفضل أطلع بدل ما أصوت و ألم عليك الناس
خالد بثقة:- مش هاتعمليها، ها إنجزي، هتخلصي إمتي
لم تعرف لما أجابته بتلك السرعة، و لكن شيئاً ما بداخلها فعل هذا و ليس هي:- الساعة 5 المغرب
أجابها بإبتسامة نصر:- تمام، هستناكي علي أخر الشارع الساعة 5 و ربع، و دلوقتي هشتري أي حاجة عشان صاحب المحل ميهزقيش
إبتسمت بإحراج بينما أختار هو ساعة أُنثوية في منتهي الرقة، غلفتها له بشكل أنيق ليخرج هو تاركاً إياها في متاهةِ تناجي غبائها، قررت أنها لن تقابله، و أنها لن تسمح بمرور هذا المتسلط الوغد بحياتها، و لكن لا تعرف كيف إنتظرته في نهاية الشارع كما طلب منها، ظهر أخيراً داخل سيارة أدهشتها أناقتها، نظر لها من نافذة السيارة قائلاً:- أركبي
سرت في جسدها قشعريرة ندم و أخذت تُحدث نفسها، ماذا؟ و هل يظنها سلعة رخيصة إلي هذا الحد! لم تجبه بل تركته و سارت مبتعدة، لحقها سريعاً بالسيارة و هو يوجه لها الحديث:- أنتي يا بنتي، يا حجة انا مش قصدي اللي فهمتيه، أنا عاوز أخدك علي الكورنيش، عشان أسيب العربية هناك و نتمشي أنا و أنتي شوية علي النيل، أنا مش مُراهق!!
توقفت قدماها عن السير رغماً عنها، يبدو و كأنه صادق، نظرت له بتمعن و هي تسأله:- أنت كداب؟
أجابها بين ضحكات رجولية أوقعت قلبها أرضاً:- أنتي شيفاني عيٌل؟ يلا أركبي
ركبت و هي تسأله:- طالما أنت أبن ناس أوي كده، كنت راكب الصبح أتوبيس الفقرا ليه؟
ليجيبها بضحكات متقطعة أثر طفوليتها و عفويتها في الحديث:- يا ستي أصلي نزلت الصبح و نسيت كل حاجة في البيت، مفاتيح العربية، و المحفظة و الفون، كنت ضايع بمعني أصح، بس صدفة حلوة من القدر أنه يجمعني بقمر زيك
توردت وجنتاها خجلاً و نظرت أمامها و لم تجب
خالد:- تحبي أشغل أغنية علي أما نوصل؟
رهف:- اي حاجة
الشاب:- خلاص بلاش
وصلا أمام الكورنيش و غادرا السيارة، ثم أخذا يتجولان علي الممشي أمام ماء النيل الساحرة التي طالما أبهرت الجميع
خالد:- أسمي خالد، عندي 32سنة و أنتي؟
رهف:- رهف، 18 سنة
خالد ضاحكاً:- ده أنتي تقوليلي يا عمو بقا
ضحكا معاً، ثم دُهشت قليلاً مما رأته في يده، ثم سألته بصدمة:- إيه ده، أنت خاطب؟
أمشي أنامله بين خصيلاته بتوتر قائلاً:- أيوه
رهف في حسرة:- و طبعاً الساعة الجامدة اللي اشتريتها الصبح كانت ليها
خالد:- بصراحة أيوه، بس بصي، أنا مكونتش ناوي أشتري حاجة أصلاً، بس يعني عشان مكسفكيش قدام صاحب البوتيك
لم تهتم لحجته و سألته في شئ من اليأس:- و بتحبها؟
خالد:- بصي يا رهف، مش كل حاجة الحب، أنا رجل أعمال و ناضج، الحب ده حاجة مش موجودة علي أرض الواقع، و لو أتوجد، القدر بيبقي دايماً ضده، الحياة مش حلوة زي ما أنتو كامراهقين شايفين
رهف:- يااااه!! أنت ليه شايف الحياة كده؟!
خالد:- عشان هي فعلاً كده، أنا بوعيكي
رهف:- طب الوقت أتأخر، أنا عاوزة أمشي
خالد:- تمام يلا
أوصلها إلي الحي الذي تسكن فيه و قد أخد رقم هاتفها متمنياً أن يتقابلا كثيراً و كثيرا

*الساعة الثانية صباحاً*
خالد:- الو
رهف بمرح:- الو، إيه يسطا لحقت أوحشك؟
خالد:- رغم أنك بتقوليها بتريقة، بس ديه حقيقة
توردت وجنتاها خجلاً و لم تجب، ليُكمل هو متسائلاً:- ممكن نبقي أصحاب؟
رهف بإرتباك:- أكيد طبعاً
خالد:- وعد؟
رهف:- وعد، بس بشرط!
خالد بإندهاش:- شرط! مممم أتفضلي؟
رهف بين تواثبها:- تقفل ناو عشان هموت و أنام
ليجيبها بضحكة ساخرة:- حاضر، تصبحي علي وجودي
أغلقت معه، ثم ألقت جسدها المرهق علي الفراش، و علي وجهها شبه إبتسامة، ثم غطت في سُبات عميق…
ظلا يتواصلان هاتفياً لمدة عاماً كامل، كانا صديقيين حقيقيين، كان بينهما حباً أقوي من أن يكون حبا، كان يعجٌ حياتها بكل ما تريد دون أدني مقابل، كان والدها الذي فقدته منذُ طفولتها، بينما هي كانت ملجائه الأول و الأخير، طالما أخبرها بذلك…

يتبع…

*_وفـآء طـآرق_*

عن الكاتب

Aamal Hosny

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ