يا قُدس حارب بكِ صغيرًا وكبيرًا، كم مِن القصائد كُتبت لأجلك وكم قلبًا قد أحترق لتِلكَ الذئاب التي تحتل أرضك يا قُدسي، وكم وددت أنا أن أكون مقدسيةً، مُحاربةً أُحارب وشعارك نُصب عيني مُلتحمًا بأضلُعي، أيا مغتصبًا حق العروبةِ سأُهاجمك ، سأناضل سأكافح بكل صرخةٍ علىٰ ديارٍ هُدم، وعجوز ترك ديارًا ترعرع بها جبرًا، بكُل صرخة طفل بكل دمعة امٍ بِكل طلقةٍ أصابت قلبًا بالحب والإيمان عامرًا، ولسانًا بالذكر مرددًا بكل صرخةِ فزع مِن رضيع لا يعلم للاحتلال مقصدًا ولكن الفزع احتل قلب أبويه؛ أيها الصهيوني ما الذي برؤوسكم حتىٰ لا تفهمون أن القُدس عزيزتنا فكيف نتركها، ألا تعلمون كيف يُحارب القلب لئلا يُؤذىٰ عَزيزه، ألا تعلمون أن بأفعالكم نزداد قوة وثبات أكثر هذه أرضُنا ونفديها بأرواحنا ماؤها وزيتونها كُتب بأسمائِنا، وأرتوت بدماء أعزازِنا، لن تكونوا لها، لن تُكتب بأسمائكم أيها المُحتلون ستظلون ملعونون لا وطن لكم ولا ملجأ، ستظلون عابرون مهما فعلتم وسنظل نحنُ الباقون، أيا عدوًا ليتك تعلم بأننا لا نهاب الموت كما تفعلون أنتم بل فالموت بالنسبة لنا تذكرة عبور لحياة الخلود الهانئة، ليتكم تفهمون بأننا لا نختبئ خلف الجدران كما تعتقدون، فالأمل لدينا مديد ثابتًا ومتين كجذور الزيتون في أرضنا، ولسنا جُبناء نهرول للملاجئ کالجرذان أمثالكم، فنحن إن أرادنها حربًا ذهبنا حاملين أرواحنا على أكتافنا نُهلل بقرب اللقاء مع الله ونتسابق بدموع الفرح فنحن لسنا الضعفاء وسواء شئتم أم أبيتم ستظل فلسطين لنا وعاصمتها القدس؛ أيا مُنتهكًا حق العروبةِ لو شئنا جئنا بك ذليلًا، أيا من بقدر أنملة جيشٍ لو اجتمعت أنامل الجيوش لفتكت بك، غدًا ستنهر عليكم حمم الغضب الكامن في صدورنا تذيقكم كأس الهوان سندعس بأقدامنا علَمكم وبعمق الألم القابع في ثنايا صدورنا سنُحرر قُدسنا من دنسكم، سنُرمم صدوع قلوبنا وتغرس فيها فرحة ونسقيها بدمع النجاة من طوفان العتاه أمثالكم، ستزوق الايادي الضارعه طعم وفرحة الاستجابة، وتسود البهجه قلوبًا ملائها الحزن، غدًا سنرفع رآية النصر ونُعيد لقُدسنا بُساطها الأخضر.
بقلمي/ آية أحمد"سندريلا"