جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الزواج حوار خاص بين الكاتبة نوران محفوظ والكاتبة آية فرج. |جريدة لَحْن الأدبية والأخبارية



تنعتني رفيقاتي بالمعقدة؛ لرفضي فكرة الزواج، معللة أنا ذلك بحاجتي للوقت، لم أرَ أي شيء مميز به، لم أرَ سوى مسئووليته العظيمة؛ التي ستقع فوق كاهلي، ليس من السهل أن تكُوني أنتِ مُستعدة، ولو كنتِ أنتِ مستعدة؛ فأنا بالطبع لا، ولكن الجميع والمجتمع ورفيقاتي المتزوجات وأمي.. لا يفهمون رفض الفتاة للزواج على أنها تُحاول أن تستعد؛ لتتحمل مسئوولية أكبر منها، تستعد؛ لتتحمل رجلًا، أليس لفظ رجلٍ يشعركم يا فتيات بالضيق أم أنا المعقدة؟
أتدرون؟
وجدت أمي ذات ليلة تتسلل لغرفتي، وجلست القرفصاء تحدثني عن إذا كان هناك شخص أحبه وأنتظره، أسمعتم أمي تقول من ذلك الرجل؟
لماذا يعيدون ذلك اللفظ مرارًا؟
هل مازال هناك رجال؟ 
لا بأس، لن أتطرق في هذا الأمر، ومازلت أنا على عنادي ضد الجميع، لن أتزوج، لن أتزوج، لن يتحكم في حياتي رجل، عندما نظرت لكل مثال حولي، وجدت أن كل الحق معي، وكل امرأة تزوجت حمقاء، وأنا الوحيدة المنتصرة، يرتكبون الأخطاء الفادحة، ويجرونني؛ لأفعل ما يتضررون منه، ويشتكون من أزواجهم، زوجي لم يتذكر يوم مولدي، والأخرى تصرخ هالعة يا خيبتكِ.. كيف لم يتذكره؟
فزوجي أنا فاجأني في يوم مولدي بسيارة أحدث موديل، وأخرى تقول يريد زوجي أن أعمل؛ لأساعده؛ لترد عليها رفيقتها؛ فلتعملي ولا تعطيه قرشًا، إنك الأحق بمالكِ، عندما كنت صغيرة تخيلت أن الزواج كما في الأفلام؛ سنصنع الحلوى سويًا أو ربما كعكة، ونتلطخ بالطحين ويركض خلفي؛ لأنني سكبت فوقه الخليط، يحملني ويدللني كما يدللني أبي، ولكني ذات يوم كنت أمام ذلك التلفاز اللعين الكاذب المخادع، سمعت جارتنا تصرخ؛ فخرجت سريعًا ووجدت زوجها يلعنها ولسانه الحقير لا يتوقف عن اللعن والسب، لماذا إذا أتزوج؟ 
لأكون جارة أحدهم ويشاهد مسرحياتي أنا وزوجي الحقير؟
لن أتزوج أي رجل، أقلتُ رجلًا؟
تبًا.
 



تقولين أن النساء المتزوجات حمقاوات، بل نحن الرجال الحمقى، نسعى دائمًا؛ لإرضاكم وندللكم بدون استياء، سأجيبك عزيزتي، أنتِ لستِ حمقاء، بل من أغبى الفتيات، وجهة نظركِ تلك غريبة، وكأنكِ لا تنظرين سوى للعقبات، أتدرين أنكِ تحاولين إحاطة قلبك بجدار يمنع أي اختراق؟
ولذلك تهذين بهذا الغباء، المرأة؛ التي نسى زوجها عيد مولدها، كان منكبًا يعمل ليلًا ونهارًا؛ ليوفر حاجتها، ولعله يوفر حاجات لنساء أخريات؛ فلما الظلم؟
والأخرى القاسية من حقها رفض العمل، ولكن لا يجب أن تقبل بنصيحة صديقتها، أتعشمه وتتركه خالي اليدين بعدما تبسم مسرورًا بزيادة المال؟
أم تلك الجارة عصت زوجها؛ فمن حقه أن يقوم بتقويم أفكارها وإخضاعها، أمزح بالطبع.. لا، ليس من حقه هذا الشيء، ولكن لا يجب أن ننظر إلى الكتاب من الغلاف أليس كذلك؟
لعل شيئًا ما حدث بينهم، وبالتأكيد أنهم تصافوا، والآن ينعمون بدفء العلاقات، وكما قولت الرجل كان منكبًا على العمل، غير أن ذاكرتنا نحن الرجال ضعيفة، والآخر هذا لعله أصيب بشيء في عقله؛ ليطلب من زوجته الخروج والعمل، ذلك الغبي لن يأكل، ولن يلبس، ولن يرتاح، ستقول دائمًا الآن وصلت المنزل سأرتاح وكل مبرراتها لديه هي العمل، وهذا ما يحبذون.. المبررات والتعليلات، كفى تفكيرًا أحمقًا؛ فالزوج مودة ورحمة، وفي كنفه ستعيشين ملكة، وبين حوائط منزلك ستكونين امرأته وحبيبته وزوجته، لا تنسي قط أننا رجال مسلمون على نهج الحبيب نسير، ومن نسى حبيبنا ورسولنا؛ فهو في غفوة وفي القريب بإذن الله سيفيق.

بقلم نوران محفوظ 
وآية فرج

عن الكاتب

Aamal Hosny

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ