من يوم ولادتي وأنا المدللة بالنسبة لعائلتي، كان عقل أبي دائمًا معي، كان يعمل وعقله منشغلًا بي، ودائمًا يسأل: أين ذهبت ابنتي المدللة؟ كيف حالها الآن؟
كان دائمًا تفكيره منشغلًا بأحوالي، كان دائمًا يحرص على سعادتي الدائمة، وكان يخشى حزني ويحاول في تخفيفه؛ فأبي هو حُبي الأول، وعيني الثالثة، إنما أمي؛ فهي نبع الحنان الدائم، عند خروجي من المنزل كانت تترك قلبها وعقلها الاثنان معي منذ خروجي حتى عودتي، ودائمًا قلقة وخائفة عليّ، ودائمًا تتواصل معي للإطمئنان عليّ، وكانت لا تطمئن إلا عند رؤيتي، وهي من تعاني؛ لكي ترى ابتسامتي، وتتعب؛ لكي أرتاح أنا، وأثناء مرضي كانت تسهر الكثير من الليالي ولا يغفل لها جفنٌ حتى أُشفى تمامًا؛ فهي أمي وأختي وصديقتي، هي بئر أسراري الوفي، أبي وامي سر سعادتي في هذه الحياة، إنهم حُبيةالدائم، ولا يوجد من يحبني مثلهم قط؛ فهم كنزي الثمين الذي أهداني الله إياي.
بقلم / منى محمد