- آسفة. - آسفة على ماذا؟ - على فراقي لك. - بعد غيابٍ طال لشهور، أأتيتِ إلى المكان الذي اعتدنا أن نجلس فيه سويًا ونتناول كوبين من القهوة؟ أأتيتِ إلى المكان الذي يمتلأ بالذكريات والوعود؟ أأتيتِ وأنتِ تتأسفين على فراق ما يقارب سنة؟ - عدتُ إليكَ وأنا محاطة بالندم على مفارقتي لك، آسفة؛ لأنني خذلتكَ وتركتكَ بعد أن وعدتكَ أن لا أتركك، وآسفة؛ لأنني تركت يدكَ في منتصف الطريق. - لماذا تركتيني؟ - كُنت فقط أريد بعض الوقت لنفسي دون أحد، كُنت أُريد أن أنعزل عن العالم؛ لأنني غير قادرة على أن أواجه أي شيء حتى نفسي. - لقد تعاهدنا أن نتشارك كل شيء سويًا، ولكنكِ لم توفي بالوعد.
- أسفة، أعدكَ أن لا أتركك مجددًا، حتى وقت حزني سوف تكون ملجئي الوحيد، والأن أريد أن تقبل إعتذاري، آسفة مرة أخرى على مغادرتي وتركك. - ولكن بإمكانكِ أن تتركيني وألَّا توفي بالوعد مجددًا. - لا، سوف أوفي بالوعد ولن أتركك، أنا لستُ شخصًا خائنًا، أولًا: أنا تركتكَ؛ لأنني كنت أتألم وغير قادرة على إخبارك بما يدور بداخل عقلي وقلبي، وكنت أتألم بسبب غيابي عنك، وهذا السبب الذي أبعدني عنك وعن العالم، ولكن أنا أحبك مثل أول مرة إلتقينا، وهل أنت مازلت تحبني؟ - مازلت أحبكِ وسأظل أحبكِ حتى أفارق الحياة، وليس باستطاعتي أن أقسي عليكِ وأقول لكِ: أنا لست بحاجة إلى قربكِ، ولكن أنا بحاجة إلى قربكِ، فراقكِ بمثابة طفل صغير تائه في منتزه ويبكي من خوفه، ولكنه إلتقى بوالدتهِ وإطمئن قلبه، وأنا الآن عدتُ إلى ملجئي الوحيد بعيدًا عن ضجيج العالم. -اشتقتُ إليكَ كثيرًا. -وأنا اشتقت لكِ، ولأحاديثنا، ولمسة يديكِ، ونظرة عينيكِ.
- اسكريبت لطيف. - بقلم : يارا رمضان.