سأتحدث عن أجمل هدية أعطاني إياها الله عز وجل وهي أمي، السيدة الأولى في حياتي، وكذلك أول من رأت عيني، أكتب بقلمي الصغير على أوراقي بعض السطور تصف روعتها، وياللعجب! بعض السطور لن تكفي هذا؛ بل أحتاج أن أكتب عنها رواية وأطلق عليها "لا نهاية من العطاء الساري"، وأحتفظ بها في إحدى رفوف غرفتي، في صغري كنت أراها تجلس برفقتي طوال الليل، ورغم كل ذلك لاتزال ابتسامة السعادة تُرسم على وجهها الهادئ، وإذا أصابني مكروه كانت لا تزور خدوها سوى الدموع، وتتمنى أن يأتي بها ويبتعد عني للأبد، وفي وقت كل أذان ترتفع أيديها؛ لكي تدعو لي بالعمر الطويل، وألَّا يقترب مني أي ضرر قد يمر أمام عيني أو يلتصق بجسدي، وكانت تمزق طعامها إربًا؛ لكي أحصل على
القدر الكافي من المأكل، إنطفأتْ من كل ألوان الحياة؛ حتى تصبح شمعةً لي تحترق؛ لكي تضيء دربي القادم، ما أعظم تلك السيدة التي قدمت التضحيات لي بلا مقابل! فقط تريد أن أظل في قمة السعادة، حقًّا إنها تستحق أن يُقام لها تمثال، أو تُرسم لها لوحة تشبه الموناليزا حتى تظل ذكراها مهما جرت الثواني.
دعاء محمد