عندما يمُر أحدٌ مِنا بتجربةٍ مؤلمة، أول شيء يخطر بخاطرنا هي كيفية نسيان هذه التجربة، منا من يُفتش على أشياءٍ تبدو له أنها تنسيه في أسرع وقت، وآخر يقوم بدفن نفسه في العمل على آمل أن العمل سوف يلهيه عن التفكير، يكون في اعتقادهم أن النسيان بسرعة هو الحل والأولوية؛ كي يصبحوا بخيرٍ ويعودون كسابق عهدهم، ولكن هنا تكمن المشكلة، راودتني جملة للكاتب الكبير أحمد خالد توفيق حينما قال: "ما ينتهي ببطءٍ لا يعود بسرعةٍ، لا يعود أبدًا".
الوقت هو الفيصل والحد الفاصل للتعافي مما يؤلمك، لكن عليك الصبر والنهوض بنفسك، الوقت الذي يأخذه الإنسان في تجاوز التجارب والأشياء هو الذي يصنع للتجربة معنى؛ حينما يكون مبني على اقتناعٍ تام ليس مجرد حلٍّ لمشكلةٍ في أسرع وقت، الوقت كفيل أن يجرد الإنسان من مشاعره، يجنب الإنسان التفكير كثيرًا في قلبه وما حل به، وأيضًا له دور في مواجهة الحقيقة والأهم مواجهة النفس، لا ينبغي على أحدٍ أن يقوم باستعجال النسيان وبذل جُهدٍ كبير للتجاوز؛ بل يجب أن يأخذ وقته الكافي من الحزن للتجاوز والتعايش معه بشكلٍ طبيعي حتى يتعافى المرء، وحينها يأخذ قرار صحيح بشكلٍ ناضج.
عزة عبد العزيز محمد عبدالله