سنسلك الكثير من الطرقات التي لم نكن نحلم أن تتطرأ بها أقدامنا، الآف من المرات سنقع وسنقاوم ما قد ألحق بنا، وسنصبح مثل أفرع الأشجار تحارب الرياح؛ لتنل الانتصار، وتبتسم لكونها لا تزال بكامل قوتها رغم العناء الذي صار، وكذلك أيضًا ستواجه أمواج الحزن الصارمة؛ لكي لا
تغرق في قاع الاكتئاب السام للروح، وكذلك أخطر عدو قاتل للفؤاد سيزورك في إحدي الليالي القاسية، بركان من الدموع يتفجر لكونك تتعايش في تلك الوحدة العازلة وبداخلك أكوام من الأحرف، أصبحت كالخريف تسقط منك الطموح وتترك لك رعب السكون التام، أما عن أصعب الأيام هي التي تراها تتكرر أمام عيناك وبالتواريخ والثواني وبالساعات، وكل ما تفعله هو أنك تنظر إليها وتتمنى أن تختفي أو ترحل وتتحرك مثل تلك، ترى الجميع يتمتعون بحياتهم المليئة بالسعادة ولا تخلو ثانية من العوائق، ولكنك يا عزيزي لِمَ تنظر أن الأمس الذي كنت تخاف منه قد رحل وأصبح مجرد ذكرياتٍ على حافة النسيان، لذلك لا تقف مقيد الأيادي، تعلم وسارع حتى تصل إلى نهاية السباق، وحينها سيمحو للأبد بداخلك شعور اليأس الملعون.
دعاء محمد