جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الصديقة الخائنة



كنت جالسة في البرندة كعادتي لأدون تفاصيل يومي، بينما أحتسي كوبًا من القهوة ومتعمقة فى عالمي الخاص؛ فجأة شعرت باب المنزل يفتح مع صدور أصوات متداخلة، لم أعرف لمن؟ اعتقدت أن صديقة نغم أختي تهم بالرحيل، انتظرت أن تدخل نغم وتغلق الباب لتجلس معي، لكنها قد تأخرت فشعرت بالخوف، لا أعرف لماذا؟ ثم خرجت لأرى أين هي؟ فوجدت باب المنزل مفتوحًا على مسرعيه، دب الرعب في أوصالي وركضت إلى غرفة أختي لا أرى أي من نغم وصديقتها ولا بالمنزل بأكمله، ركضت لأطلب النجدة لكني قد وجدت هذه الورقة بجوار الهاتف؛ فأخدتها بيدٍ ترتعش خوفًا لأرى المكتوب (أختك معنا إذا أردتيها حية فلتأتي على هذا العنوان....لكن إياك أن تحدثي أحدًا أبدًا؛ فلتأتي بمفردك)، يا إلهي كاد قلبي أن يقتلع من مكانه ذعرًا على أختي؛ فبدون تفكير ذهبت مسرعة إلى هذا المكان؛ فنظرت للمكان بحيرة وتعجب، من يختطف شخصًا ويأتي به إلى هنا؟ فصعدت للدور المقصود من العمارة؛ فوقفت أمام باب الشقة خائفة مما سيحدث، وكنت أهم بالاتصال بالشرطة، فوجدت الباب يفتح فجأه وأجر إلى الداخل، ومن ثم دفعني ليصتدم جسدي بأكمله بهذه الأرضية، وسمعت صوت ضحكة أنثوية اعتدت عليها؛ فرفعت نظري وكانت المفاجأة..

لم تكن هذه الضحكة سوى من دنيا صديقة نغم، ليخرجني من صدمتي صوتها وهي تقول لي: أختك بهذه الغرفة تفضلي، لا أعلم لِمَ تتحدث بكل هذا الخبث والمكر؟ ولماذا قامت باختطاف نغم؟ دخلت إلى الغرفة لأجد نغم مكبلة بالكثير من الحبال؛ فقمت أحل العقد واحدة تلو الأخرى، ومن ثم ما لبث إلا ووجدتها بداخل أحضاني تبكي بانهيار، لأجد رجلين ضخام البنية يقومون بتفريقنا عن بعض، والذي يجرني ألقاني أرضًا ويضحك؛ فهممت بالانقضاض عليه، فوجدت هذه العصى فبدون تردد ضربته على رأسه، بينما شرع الآخر بالاعتداء على أختي؛ فتركت العصى ووجدت هذه السكين في ذراعه ليبتعد، وضربت الآخر في بطنه، فقام الآخر بصفعي فما كان مني سوى ضربته في قدمه وهرولت إلى أختي لأفر هاربة، فوجدت دنيا قد أمسكت بالسكين وضربت الرجل في عنقه؛ فمات في الحال، مر وقتًا ليس بالكثير وأنا مازلت في صدمتي لأفق على صوت إنذار سيارة الشرطة؛ فرأيت دنيا اختفت في لمح البصر والمكان امتلأ برجال الشرطة، وقد كنت أنا المتهمة الأولي في هذه القضية فجميع الأدلة ضدي الآن.

هل سينتهي الأمر بي إلى الإعدام؟

لا لم أفعل شيئًا لينتهي بي المطاف إلى هنا، أتركوني وشأني، لم أفعل شيئًا، لكن لم يصدقني أحد، حسنًا فأنا أصبحت ميتة لا محالة، أنا لا أهاب الموت، لكن أختي لمن أتركها؟ هي ليست أختي فحسب، هي ابنتي، أجل ابنتي، لا أريد تركها وحدها في هذه الدنيا فهي بريئة جدًا، يا إلهي ساعدني ليس لنا سواك.

وبعد الكثير من التحقيقات ثبتت برائتي، بالطبع تتسائلون كيف وقد وجدت بشقتهم والبلاغ الذي قدم قيل فيه أنني التي قد هجمت عليهم لعداوة ما بيننا؟ ولم يكن هذا البلاغ سوى من دنيا، لكن بصمات السكين قد ثبتت برائتي، والورقة التي تركتها دنيا بخط يدها قد أدانتها، لقد أنقذني الله، لا أدري ما الذي حدث للبشر؟ فكثير ما يتلونون عليَّ وقلوبهم مليئة بالحقد، لكن بحفظ الله ننجو؛ فلا يدوم الشر طويلًا يا عزيزي. 

تمت بحمد الله



نوران محمد "ودق"

عن الكاتب

Asmaa Almadany

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ