نهار اليوم شمسهُ ساطعة مثل زمُردة متوهجة يشبه تمامًا وجه من أحببتُ، عندما رأيتها في فصل الصيف، وهي تتأرجح على الأرجوحة وكأنها في عالم آخر، بل عالمٍ موازٍ غير الذي نحن فيه، عندما نظرتُ إليها، لا أعلم ماذا حدث حينها سوى أني أصبحتُ معها في تلك العالم المُمتلئ بالبهجة والجمال، فيه حدائق مُكلله بالأزهار، وأشجار نضَرَ الغصن عند رؤيتها تبتسم، نعم تُغرد الطيورُ بمجيئها؛ فهي التي أبهرت الكون بروعة وجدّنها، وأبهرت قلبي بسرعة عشقها قادرة على فعل المُحال، وتسخير كل من في الحياة على حُبِها، يا مَن سحرتي الفؤاد بنظرة الطرْف التي تُشبه لون السماء الصافية، ووجنتين مثل وردة الجوري الخاطفة، تقبلي بي حبيب بل رفيق ثم مُعتقل لباقِ الدّهرُ معِك، لم أرَ مثل لُطفك ودلالك، امرأة تتمتع بحس الطفولة، حينها أيقظتُ ذاتي سريعًا كي أُحدثها بالحقيقة التي رأيتها في مُخيلتي، وعلى بُعد خطوات قليلة يسبقني شاب وسيم ويأخذها من الأرجوحة ويهم بها بالرحيل، حينها همست الفتاة، وقالت له؛ ابنتك تُغلبني زوجي العزيز، حقيقة صادمة على سمعي، يا لها من أعجوبة! باتت المحبوبة فترة ماضية كنزًا ثمين في خيال العاشقين في عالمٍ موازٍ للواقع الحديث، والأصل زوجة وأمًا لطفلة في سن البلوغ؛ ليتني كُنت شارد تلك اليسار حتى لم أرها، أعلم جيدًا حدث ذلك لوصولي الأربعين من عمري دون زواج، ولكنني لم ألقِ بمن تُدهشني في أي لحظة من لحظات حياتي، وعند إيجادي لها لم تكن لي أيضًا، أيقنتُ أن كل نهار سوف أتذكرها وتخطر في ذهني برؤية وهج الشمس الذهبية لونِها، أنتِ الفتاة التي مازلتُ أحلم أن ترسم مُستقبلي بلا كَلل، وإن لم يَكُن حاضرًا، سوف تظلي أروع ماضيًا خِصاله مُمتعة، صاحبة الثغر الصغير أمسيتُ بكي أسير.
*#حبيبة_يحيى.*