"كُنت دائمًا معي"
في الضراء قبل السراء، أحببتُك وأحببت خوفك عليّ، كنا دائمًا سويًا، شخصان بقلبٍ واحد، تهتم بأدق تفاصيلي، كُنت دائمًا تعرف كل شيء مجرد النظر في أعيُني، لم أخبرك يومًا أنني حزينة، خوفًا عليك، ولكن كُنت دائمًا تعرف وتأتي لِعناقي، وأبكِ دون أن أتحدّث فأشعر بالاطمئنان.
•أتتذكر؟
ذات يوم، عندما كُنت حزينة وأمسكت بالجيتار، غنيّت لي أغنيتي المفضلة، حتى جعلت الابتسامة على وجهي.
•أتتذكر؟
عندما كُنا في ريعان شبابنا، كُنت أُعاني من الاكتئاب وكانت روحي باهتة؛ بسبب التراكمات من فقدان الكثير من الأصدقاء وحُبي للعزلة، وفقدان ثقتي بالبشر، كُنت حينها أخشى فراقك؛ لأنك الأقرب لقلبي دائمًا، وحينها أتيت وأمسكت بيدي وقُلت لي اطمئني، سأظل معكِ ولن اتركك، وأنك قطعت عهدًا على نفسك أن لا تتركني ولن تحب فتاة غيري؛ فأنا حبيبتك وابنتك،
فهو دائمًا يجعلني أشعر بالأمان.
أتتذكر؟
عندما كُنت تيقظني فجرًا وتقول لي هيا لنصلي؛ لعلّ الله يجمعنا سويًا في دار الآخرة، كما جمعنا في دار الدنيا، ولقد وفيت بوعدك وجعلتني أول اهتماماتك وأسعد إنسانة بمجرد كوني معك، ولقد تخَطينا الأزمات وتركنا كبرياءنا في كل أمر، اختلفنا فيه كل هذا ونحن سويًا، حتى أصبحنا أجداد، وأصبح في وجوهنا ما يسمى "بالتجاعيد"؛ فالبعض لا يحب كون التجاعيد في وجوههم، ولكني أراها الشيء الأجمل لأنها تحمل جميع ذكرياتنا سويًا.
كل الحب لمن صان الوِدّ حتى النهاية.
لـِـ سـارة نُـوح |•شغف|
