وماذا عن من رحل ولن يعُد يومًا؟ ماذا عن من ترك لنا تلك الحياة التعيسة نواجه الصعوبات بمفردنا؟ كيف لي أن أُكمل حياتي من دونك، لن أستطيع التعايش مع هذا العالم دون طيفك بجانبي؛ فنحن نحتاج لمن نعكز عليه عندما نميل، فإلى أين ذهبت وتركتني، إلى أين تركتني وأنا في أمسّ الحاجة اليك؟ لما فضّلت البُعد؟، لم أجد الراحة بعد رحيلك، لم أذق طعم الفرحة بعد غيابك، أسوء شعور هو شعور الإحتياج لمن رحل بلا عودة، يقتلني ذلك الشعور المؤلم، فأنا بَنيتُ حياتي القادمة على وجودك، أتمنى لو تعد ، ولو ثانيةٍ واحدة، أشتاق إليك، ولرائحتك، تقتلني الذكريات عند التفكير بها، يدمرني ذلك الشعور المريب، شعور الإشتياق إليك؛ فلا مأوى لي من تلك الدنيا بعد رحيلك؛ فلمن أذهب عندنا تضيق بي كل الطرق، إلى من سأشكي حزني وهمي، لن أجد مثلك مهما مر الزمان، ولن أجد لمن يحتويني كما كنت تفعل أنتَ، سأظل أشتاق إليك، وسأظل أتحدث معك، وكأنك لم تذهب بعد، بل أنك لم تذهب قط، يلازمني طيفك أينما كنت، تلاحقني رائحتك في كل مكان، دمَرَني غيابك، وأهلكتني الدنيا في رحيلك.
*لـِ ساره سامح*
*|ضَجِيجٌ*|