فقد أهداني الزمان إياه يومَ مَولدي؛ فأنا الوحيدة مِن بين مَن عرفتهُنّ قد حظيتُ به، وهذا ما لم تكن أنت تعلمُه، فقد تبنّاني الزمان واعتنى بي، أو بالأحرى به بعد أن زرعَهُ بداخلي، صَدّقْ؛ فذاك ليس بسحرٍ أو بأُعجوبةٍ إنّه لم يكن سوى إرادة، ليست من أحدٍ لكن من زمانِ حاكمٍ مجنون؛ فلا تمسك الكمان وتعزف؛ لِعلمِكَ بأنّه آلتي المفضلة فإنّه لن ينطقَ إلّا بين يديّ أنا، ولا تقف أمام البحر متسائلًا عن أسراري؛ فإنّه لن يجيبكَ بشيءٍ فهو صديقي المبجّل، ولا تُنصت لوقعِ المطر لتسمعَ بصداه أشعاري فإنّ السحاب لن تصدحَ بها إلّا بأمري، إلى أين سترحل لتُحلّ عُقدةَ الزمان وتُحررني مِن كبريائِهِ الذي نما في أعماقي؟
أحقًا ستجده بين تلك الوديان على قممِ الجبال؟
أخطأتَ يا حُبّي؛ فالزمانُ يسكنُ هنا في قلبي، وفي عمقهِ قد رسمَ كبريائه، وقيّدني به؛ فبات كبريائه كبريائي بعد أن جعله جزءًا مني، أخبرتك أنّنا لا نجيدُ لُعبةَ الشطرنج، فقد جلسنا نلعبها والحبُّ كان ثالثنا، ولكن حدث ما لم يكن في الحُسبان؛ فلم نكمل الجولة فقد جاء الزمان وقلب الطاولة وفرّ الحُبُّ هاربًا وصرتَ غريبًا عنّي فلم أعُدْ أعرفُك، ما الذي يبقيكَ أمامي هكذا مصدومُ؟
أنا وأنت خسرنا، أَعترف بأنّه قد هزمنا من دون حتّى أن يشاركنا في جولة، لن يتركَنا بمفردِنا، فقد عدتُ من جديدٍ سجينةً لهُ مقيدة بكبريائِه؛ فانهض وقُمْ، عُدْ من حيثُ أتيت، من حيثُ أتيت.
للكاتبة: آلاء رأفت