أردتُ صنعَ كِتابٍ يحملُ إسمي قبلَ رحيلي، لأنَّ رحيلي باتَ قريبًا، أشعر بِالموتِ حولي ينتظرني، تمنيتُ الكثير في الواقع ولكن أُمنياتي تهربُ بعيدًا عني؛ لأذهب معها لعالمِ الخيال، إلى عالمِ الأُمنيات، عالمٌ بهِ جميعُ أحلامي التي كانت تنتظرني، ولكن أصبحَ تحقيقُها مستحيلًا، ليسَ لأنِّي يأست؛ ولكن ما مضى لن يعود، فقد تلاشت أُمنياتُ الماضي بينَ طياته، لقد تلاشت أُمنياتُ الصِّغر التي كانت هي الحياة بالنسبة لي، وأصبحتُ أنظرُ للمستقبل الخفي، الذي أعلمهُ بأني سأكونُ هذا الوقتَ في عالمِ الموتى، عالمُ العدل والصدق، عالمٌ لا يوجد بهِ خائن أو سارق، ولكني أثابر لأرى حلمي الذي تبقَى لي، وإذا أرادَ الله أن يأخد روحي قبل ذلك، فإني أخبرتُ شخصًا عزيزًا لقلبي، بِأن يُحققَ أُمنياتي حتى بعدَ موتي.
#بقلم_فاطمة_قنيبر