عزيز قلبي

 

"سلامٌ إليك يا عزيز قلبي" 

سلامٌ إليك، وإلى قلبك، ومنزلك أينما حل بك السلام، كيف حالك من دوني؟ 

كيف حالك يا كل حالي؟

 هل أنت بخير؟ 

هل خاطرك، وضميرك بخير؟

 هل أنت آمن بعيدًا عني؟

 وكيف هو حال قلبك بدون نصفه؟

 هل أراك مكتمل بدوني، وبدون قلبي؟

 هل رأيت الحسن بعدي؟ 

أراك تبتسم، وكنت دائمًا تقول لي: إنني سبب ابتسامتك هذه، هل وجدت أحدًا غيري يسعدك، أم رأيت الفرح مع غيري؟

 هل عِشتَ حرًا بدون قيود حبي؟

 هل أنت سعيدٌ حقًا بعيدًا عني؟

 مرت سنوات ومازالت يدي تبحث عن يدك؛ لتضمها إليها، ولكن بلا جدوى، أشعر أن عودتنا باتت مستحيلة، وأن السبل بيننا تقطعت، والطرق إلى بعضنا البعض اندثرت؛ فقل لي يا عزيزي: هل سنلتقي يومًا ما، أم أنني سأحيا في هذا الوهم الزائف إلى الأبد؟

 هل ستدوم كل جراحي، ولن تلتئم؛ لقد سئمت حقًا الحياة بدون وجودك، أشعر أن روحي لم تعد داخل جسدي، كأنها غادرتني معك إلى حيث أنت، لم أجد بعدك متكئًا أستندُ إليه، كل محاولتي للنسيان بائت بالفشل، كل مرة أحاول أن أعتاد على عدم وجودك أجد ألف ذكرى بيننا تحوم كأضياف حولي، تذكرني بكل تفاصيلك، بل أشعر أنك داخلي، تدور داخل عقلي، ومازلت تمتلك قلبي وبقوة، إن البعد لم يذِد قلبي إلا حبًا، وشوقًا، وحنينًا إليك، أيضًا أود اخبارك بأن روحي قد تَلفت، أرى الدنيا كلها مظلمة، بل وأنني صِرت  كومًا من الرماد قد فقدت شغفي اتجاه العالم بأسره، ليس لدي طاقة حتى أصمد، قد جفت عيني من كثرة الدموع وتوقفت، ولكن قد أخذ قلبي محلها، وصار يقطر ألمًا ودمًا، قد تصدع قلبي حقًا، وقد عانيت الكثير في بعدك، ألم يحين موعد لقاءنا بعد؟

 أكاد من فرض الانتظار أموت، فالشوق قد ذاد عن حده، هل تتذكر أيضًا وعدك لي بالبقاء بجانبي؟

 عاهدتني بالسير معًا حتى في أشد أيامنا، قولت كثيرًا من الوعود، ولكنك قد تركتُ كل هذا خلفك، ومضيت في السير وحدك دوني، لِمَ كل هذا البعد يا عزيزي؟

 فعزيزة قلبك قد تآكلت من هذا الخصام، كنت يومًا أنا، وحينما دخلت حياتي صرت كلي أنت، كل هذا لم تشعر به.

 وأخيرًا لك مني السلام، والدعاء أينما أنت، ليس أريد شيء سوى الخير لك، ولقلبك، يا كل قلبي.

#مها بدر