جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

وسادةٌ تتعجب من أحزان البشر بقلم آية زغلول. |جريدة لحن الأدبية والإخبارية.



وجع مؤلم يتوسط صدري، أشعر بصداعٍ في قلبي، إنني على وشك البكاء، عيوني ستمطر الآن إن لم أوقفها، أخاف أن يراني أحد، يا إلهي، من آتٍ إلى هنا؟
- ما بك يا صديقتي؟
هل أنتِ بخير؟
- أوه يا فتاة، ماذا تقولين؟
 بالطبع بخير.
- أحقًا ذلك؟
- نعم بالتأكيد.
- أتمنى ذلك، حسنًا، سأذهب
- شكرًا على سؤلكِ. 

والآن سأذهب إلى ملجئي الوحيد، ذهبتُ إلى غرفتي لكنها كانت مظلمة، سأكتفي بنور أحزاني، كانت باردة، ولكن سأكتفي بدفء آلامي، أوه، وسادتي العجيبة، ما بكِ؟
- لا شيء أيها الإنسان، لكني أعلم لماذا أتيتِ.
- أحقًا هذا؟
إذا لماذا أنا هنا؟
- لقد جئتِ لتفرغي دموعك من تلك العيون التي أصبحت كالغيوم، ثم تستعيدين قوتك وابتسامتك المزيفة وتذهبين للخارج وتبدأين في تمثيل دوركِ من جديد كأنك لم تري حزنًا أبدًا.
- جيدٌ أنكِ تعلمين كل هذا، ولكن لِمَ أراكِ حزينة هكذا؟ 
- أشعر بشفقة عليك أيها الإنسان.
- لماذا؟
_ لأنكِ تهربين من أحزانك، تهرولين من أوجاعك أمام الجميع، وتتصنعين تلك الابتسامة المزيفة على وجهك، وعندما تكونين وحيدة تحيط بكِ جميع آلامك، يمتلئ عقلك بالأفكار كأنه سينفجر، ويمتلئ قلبك بالوجع كأنه على وشك أن يتحطم بالكامل، عجبت لأمركم أيها البشر، كم وجهًا لديكم؟ 
- هاهاهاها، الكثير أيتها الوسادة، كل إنسان من أولئك الناس يحمل بداخله الكثير من الأحزان التي لا يخبر أحدًا عنها، لا تتعجبي من أمر البشر؛ فهم هكذا دائمًا، في خارجهم شيء وبداخلهم شيء آخر.
- ولماذا لا تتشاركون أحزانكم حتى وإن كان مع أقرب أصدقائكم؟
- لأن الإنسان لا يحب أن يشارك أحزانه؛ فيكتفي بها ويبدأ في علاج نفسه منها. 
- ماذا إن لم يجد ذلك الداوء؟
- سيختنق من أوجاعه وسيموت بها.
- هل نهاية الحزن الموت؟
- لا؛ بل الحزن هو الموت الذي يصيب قلوبنا ببطء.

بقلم : آية زغلول

عن الكاتب

💞وردة الجوري💞

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ