كالمريض وليس بي مرض

 

 لا أعرف مَن أنا؛ لقد شوهني الماضي، ويكمل عليه الحاضر، وينتظر المستقبل دوره في تحطيم ما سوف يتبقىٰ مني، لا أستطيع أن أتخطىٰ كل هذا، لا تعرفون كم مِن صِعابٍ تمر في الدقيقة الواحدة في حياتي، ويكسر جزء مِن داخلي بسببها، في الماضي انكسر كل ما بداخلي، لم يبقَ شيء، لم يترك الألم جزء مِن داخلي كما هو، وفي الحاضر، لا يحدث لي خذلان في كل دقيقة، بل يحدث في كل ثانية، أصبحت كالمريض الذي ينتقم منه المرض في كل لحظةٍ يعيشها، لا يتركه ياأكل، أو يشرب، أو يحزن بسلام، بل مع كل شعور يخرج منه، أو لا يخرج، يزيده اأم، الآن أعرف مَن أنا، أنا هو المريض، والمرض هو الحاضر، والألم هو الصعاب في حياتي، أصبحت لا أشعر بأي ألمٍ في داخلي؛ لأن كل ما بداخلي منكسر مِن الماضي، والآن أشعر بألم مِن الخارج، أصبح المرض كالحيوان المفترس، يأكل مِن جسدي، وعظام جسدي تنسكر، وجلود يدي ووجهي تتساقط مِن شدة الألم، لا أعرف إن كنت سأكمل إلىٰ المستقبل، أم لا؟

 ولكن كل ما أعرف أنني إن أكملت، سوف أكون كالميت الذي يوضع علىٰ جهاز تنفس. 

         بقلمـِ داليا عاطف