جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

*فتيات التنمر*


 ا

"

_هههه بصي عليها، بصي جسمها لون ولون ههه، بصي يا علا عندها الصابع الواحد لونين هههه، اه مش قادرة هموت من الضحك. 

علا بضحك: ولا السمرة اللي جنبها اللي عاملة شبه البعبع ديي، دا أنتِ أحلى منها يا يسرا. 

يسرا: طبعًا يا بنتي، أنتِ هتقارنيني بالشله اللي كله بيتنمر عليهم دول هه. 

_أنا هقوم أضربها يا ساندي. 

ساندي: بس خلاص اهدي وتمالكِ اعصابك كدا، كلها ربع ساعة ولين وريما يخلصوا محاضراتهم ونمشي. 

(بصوا بقا دي صاحبتي ساندي لين وريما، دول أصحابنا، احنا شلة كله بيتنمر عليها، كلنا سن واحد، بس في الجامعة مختلفين، ساندي عندها بهاق، وأنا سمرا جدًا، ولين تختوخه حبتين تلاته، وريما عندها رجل طويلة ورجل قصيرة، احنا الأربعة مِن عيلة متوسطة، وصحاب مِن زمان جدًا، وملناش صحاب غير بعض، وأنا معنديش أخوات، هما بالنسبالي أخواتي، اها بالمناسبة، أنا اسمي رانيا، وأنا واصحابي جيران، وأهلنا صحاب وجران). 

ريما: إيه مالكوا؟ 

لين: هي العيال دي اتكلمت تاني؟ 

ساندي: اه. 

رانيا: أنا لازم أتكلم معاهم، لازم نفهمهم إن دي حاجة مش بإيدينا، دي بأيد ربنا ملناش دخل فيها، واللي يعترض عليها يبقا بيعترض على ربنا. 

ريما: بس مينفعش نتسرع

ساندي: أنا جعانة، تعالوا ناكل. 

ريما بضحكة خفيفة: هروح أجيب أكل مِن الكافيه وهجيلكم. 

ساندي: هاتيلي حاجة تشبع عشان مش مروحة. 

لين: مش هتروحي ليه؟ 

ساندي بتنهيدو حزن: عادي يعني، البيت كله مشاكل وقرف وهنا تنمر، بهرب مِن دا كله وأروح مكان هادي محدش هيكلمني فيه. 

رانيا: لا روحي بيتك وأنا هاجي معاكِ. 

ثم أكملت بهزار للتخفيف عن ساندي: أمك طابخة إيه؟ 

ساندي: والله ما أعرف. 

رانيا: هروح معاكِ وهناكل سوا. 

ساندي: حيث كدا بقا يلا نروح. 

ريما: جبت الأكل أهو. 

ساندي: جبتي إيه؟ 

ريما: اللي تحبيه، جبت كله واحد. 

يسرا: إلحقيي دا العجل اللي معاهم، دا هياكل لخامس مرة في اليوم. 

علا بضحكة: شكلهم مقزز أوي. 

ساندي: تعالوا نمشي ونروح بيتي شوية. 

ريما: يلا. 

*وأخذوا طعامهم وذهبوا إلى منزل ساندي.*

هالة والدة ساندي: أدخلوا يا حبايبي. 

رانيا: والنبي يا طنط هاتيلنا ناكل عشان جعانين أوي واتهلكنا في الجامعة. 

هالة: حاضر يا رانيا، أدخلوا بس وأنا جاية وراكوا بالأكل على طول. 

ساندي: أنا عاوزة أخس. 

رانيا: اي دا؟ إيه القرار المفاجئ دا؟ 

ريما: ساندي يا حبيبتي، أنتِ حلوة كدا، وكلنا بنحبك، مش لازم يسرا وعلا الزفتيتين دول يحبوكِ. 

لين: وبعدين تعالي هنا، بصي لنفسك في المراية، شايفة؟ شايفة أنتِ جميلة؟ وكفاية إنك مختمرة، وعلاقتك بربنا كبيرة، وبينك وبينه عمار، ربنا ميزك يا ساندي. 

ساندي ببكاء: أنا عارفة كل دا، بس دي مش مشكلتي إني بحب الأكل. 

رانيا: اهدي كدا واعقلي. 

هالة: الأكل أهو يا ولاد. 

ريما: إيه دا؟ كبدة طنط هالة بقا اوعاااا. 

هالة: مش تدوقيها الأول، دا مطلعتش حلوة المرة دي. 

ريما وهي تتزوق الطعام: الله الله يست الله، إيه الجمال دا؟ أنتِ حاطة فيها ساندي؟ 

هالة بضحك: تسلمي يا حبيبتي، دي ساندي دي بتحلي أي حاجة، حبيبة أمها، ونن عيونها مِن جوا. 

ساندي: حبيبتي يل ماما، وروني كدا الكبدة دي بتقول إيه؟ 

رانيا: وروني أنا كمان. 

*وبدأو يأكلون في قليلٍ مِن المرح والهزار.*

رانيا: أنا همشي أنا بقا، شيلي الفكرة دي مِن دماغكِ يا ساندي و اعقلي. 

ساندي: حاضر، نتكلم فيديو كول بالليل عشان نذاكر. 

ريما: استني أنا جاية معاكِ يا رانيا. 

لين: خدوني معاكوا، أنتوا هتسبوني لوحدي؟ 

ساندي: متنسوش الكول بالليل. 

رانيا: أكيد، يلا سلام. 

*ونزلوا الثلاثة فتيات.*

رانيا: ساندي صعبانة عليا أوي. 

ريما: احنا لازم نكلم البت يسرا وعلا دول. 

لين: بكرا هنروح الكافيه، ومش هنحضر محضرات ولا سكاشن، وهنفضل قاعدين، وأي كلمة كدا ولا كدا منهم هنكلمهم، بس بأدب واحترام. 

رانيا: تمام، يلا باي بقا، أنا هطلع وأنتوا كمان اطلعوا. 

*وصعد كل منهم إلى منزله، ومر اليوم دون أحداث تذكر.*

*في صباح اليوم التالي.*

رانيا: ياا سااانديييي، خلصي هنتأخر. 

ساندي: إيه؟ خلاص جيت أهو. 

ريما: بصي، احنا مش هنحضر محضرات ولا أي حاجة النهاردة، هنقعد للبت يسرا وعلا دول، وأي كلمة منهم هنتشاكل معاهم، بس بأدب واحترام. 

ساندي: ماشي. 

*وذهبوا جميعهم إلى الجامعة.*

*في الجامعة، وتحديدًا في الكافيه.*

ساندي: دي قاعدة تبرطم وتضحك هي وصاحبتها بقالهم ساعتين. 

رانيا: اهدي. 

يسرا: صباح الخير يا شلة التنمر أنتوا. 

رانيا: صباح النور، في حاجى ولا إيه؟ 

يسرا: جاية أقولكوا حاجة بس، أنتوا مقرفين وشكلكوا وحش. 

ساندي ببرود: خلقة ربنا بقا، نعمل إيه؟ 

يسرا: وأم رجل طويلة ورجل قصيرة اللي بتمشي تعرج دي خلقة ربنا بردو؟ 

ريما: دا شلل أطفال، يعني بردو مش بإيدي. 

رانيا: والسمار الجمال كله. 

لين: والبهاق مرض جلدي، بس مش معدي متخافييش. 

يسرا بضيق: أنتوا وحشين أوي، ومنظركم، ولبسكم، إزاي مختمرين كدا؟ أكيد بتداروا شعركوا عشان وحش. 

*وقفت رانيا وصفعت يسرا وعلا.*

رانيا: دي خلقة ربنا، واللي يعترض عليها يبقا بيعترض على ربنا، واحنا عجبنا نفسنا كدا، تعرفي بلال مؤذن النبي؟ كان أسمر جدًا، تعرفي دلوقتي إن عنده قصور في الجنة؟ والىي عندها بهاق دي ربنا مميزها، والتخينة دي قلبها أبيض مش زيك، دي واللي عندها شلل أطفال دي حادثة حصلتلها مِن صغرها، كما تدين تدان يا يسرا، وأنتِ يا علا ماشية ورا يسرا عشان فلوسها، وبكرا تعرفي يا يسرا واحنا اللي كنتِ بتتنمري علينا، احنا اللي هنقف جنبك لو حصلك حاجة، ومش هنجري ورا فلوسك، عشان الفلوس مش كل حاجة، كما تدين تدان يا يسرا. 

يسرا بضيق: أنا ماشية وسيبهالكوا. 

*وذهبت يسرا وذهبت ورائها علا.*

يسرا: امشي لوحدك يا علا، متركبيش معيا، عاوزة أروح لوحدي. 

علا بإحراج: تمام تمام. 

*وانطلقت بسيارتها على أقصى سرعة، وذهبت علا إلى بيتها بسيارة الأجرة.*

ساندي: ادتيها جامد يا رانيا. 

رانيا: تستاهل، وكويس إن الحوار كان قدام الجامعة وبتوع الكافيه كلهم. 

ساندي: طيب يلا نروح بقا، وناخد المحاضرات بقا نراجعها أون لاين. 

رانيا: يلا؛ لأني هلكانة عايزة أنام. 

ريما: طيب بمناسبة إننا رجعنا حقنا منهم؛ فأنا هعزمكوا النهاردة بقا. 

رانيا بضحك: يا بت أنتِ مفلسة

ريما بضحك: لا متخافيش معايا. 

لين: طيب هنتقابل بالليل في الحارة بقا. 

ساندي: تمام. 

*وذهبوا جميعهم إلى منازلهم المتقاربة إلى بعضها.*

رانيا: هنروح إمتى يا ريما. 

ريما:على الساعة 4 كدا تصحوا عشان هخرجكوا خروجة جامدة. 

رانيا: أيوة بقا هتدلعيناا. 

ساندي: حبيبتي والله يا ريما، يلا أنا هطلع أنام بقا. 

*وصعدوا إلى منازلهم.*

هالة: مالك راجعة فرحانة كدا يا ساندي؟ 

ساندي: رجعنا حقنا من البت اللي دايمًا بتتنمر علينا. 

هالة: عملتوا إيه بقا؟ 

ساندي:رانيا ضربتها وقالتلها شوية كلام، هروح أنام أنا بقا، اه صحيح، ريما عزمانا النهاردة وهنخرج سوا. 

هالة: ماشي يا حبيبتي. 

*في تمام الساعة الرابعة مساءًا*

هالة:خدي معاكِ الفلوس دي يا حبيبتي. 

ساندي: هاتي يا ماما يخليكِ ليا يارب. 

هالة: دي أبوكِ سابها قبل ما يخرج. 

ساندي: يخليكوا ليا أنتوا الاتنين. 

*خرجوا الفتيات واستمتعوا بخروجتهم البسيطة المليئة بالحب والدفئ.*

رانيا: أنا قلبي مش مطمن. 

ريما: ليه؟ 

رانيا: حاسة إن يسرا هتعمل حاجة. 

ساندي: لا لا مظنش. 

لين: الله أعلم، يلا أنا هطلع أنا عشان ماما مستنياني. 

ساندي: ماشي، وأنا كمان هطلع واقعد مع بابا عشان بقالي يومين مشوفتوش، برجع أنام دايمًا. 

*وصعدوا جميعم إلى منازلهم.*

*في صباح اليوم التالي.*

ريما: أنتِ دايمًا مأخرانا كدا يا ساندي؟ 

ساندي: معلش. 

لين: هو في إيه؟ كله قاعد يتودود كدا و..

رانيا: يسرا فين؟ 

ساندي: مش عارفة. 

ريما: ما علينا خلونا نروح محاضراتنا. 

*ومر أسبوع دون أن يروا يسرا.* 

رانيا: أمال البت يسرا مختفية بقالها فترة، وعلا هي اللي بتيجي ليه؟ 

ساندي: مش عار، إلحقوا يسرا. 

ريما: مالها. 

ساندي: بصوا وراكوا. 

*التفت الجميع.*

يسرا: علا اعدلي الكرسي. 

علا: لا يا حلوة انسي، فكراني هصاحب واحدة مشلولة؟ أنا كنت مستغلياكِ عشان الفلوس. 

يسرا بقهر: يعني إيه؟ 

علا: يعني أنتِ مِن دلوقتي متلزمنيش هه. 

ساندي بزعل: إيه اللي حصلك يا حبيبتي؟ 

يسرا ببكاء: آخر مرة قابلتكوا روحت ركبت عربيتي ومشيت بسرعة غريبة، وبعدها محستش بحاجة غير إني في المستشفى، ومش حاسة بجسمي، سألت أمي قالت، وازداد بكأها، قالت إني اتشليت تمامًا. 

رانيا: متزعليش احنا جانبك وهنساعدك. 

يسرا ببكاء: وقتها، وقتها افتكرت كلمتك، كما تدين تدان، أنتوا إزاي كدا بالطيبة دي بعد كل اللي عملته معاكم؟ 

ساندي:احنا بنسامح يا يسرا، يلا يا ستي عشان نروح المحاضرة بقا، هنتأخر. 

يسرا: بس أنا مكنتش بحضر وبنجح. 

رانيا: لازم تتعبي بمجهودك، لازم تغيري مِن نفسك يا يسرا عشان نفسك، ولو مش عشان نفسك يبقا عشان ربنا. 

يسرا: إزاي؟ 

ساندي: يعني تتحجبي، الحجاب هيزود جمالك جمال كمان، ومع الوقت هتختمري وتنتقبي، واعملي دايمًا خير، ومتتنمريش على حد، ولو لقيتي حد بيتنمر على حد وقفي التنمر دا، صاحبي بنات كويسة، بنات تبقا مصحباكِ أنتِ عشان بتحبك مش عشان فلوسك. 

يسرا: أنا عاوزة اختمر. 

رانيا بابتسامة: هنخرج دلوقتي ونجبلك خمار وهدوم واسعة مش ضيقة، وبلاش ميكاب، خليكِ على طبيعتك. 

يسرا: أنا كنت بعاملكوا وحش إزاي وأنتوا تستحقوا كل خير؟ 

رانيا: أنسي اللي فات، خلينا نبدأ مع بعض صفحة جديدة. 

يسرا بابتسامة: صحاب للأبد. 

جميعهم: صحاب للأبد. 


                     تمت        

                   اسكريبت

                فرح العيسوي

عن الكاتب

Salma eldrsh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ