ماذا أقول عنها؟
لقد تبعثرت مشاعري وكلماتي بمجرد أن طرأت على بالي، ياصديقي تعالى معي؛ لأقص لك ما سمعته عن جمالِ الجنة، ولا أظن أنني مهما ذكرت لك عن ما قرأته عنها ستتخيلها؛ لأنه لا يستطيع لأي إنسانٍ أن يتخيلها؛ لأنها قال عنها الحبيب -صل الله عليه وسلم- "فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٍ سمعت، ولا خطر علي قلب بشر"، صديقي، بعض البشر يظن أنه إذا عاش مع حبيبته في الدنيا؛ فهو في جنة، وكأنه لا يفهم معنى الجنة، ولم يقرأ عنها قط؛ ففي الدنيا جنة، وفي الآخرة جنة، ولا أقصد معنى ذلك أن جنة الدنيا هي نفس الجنة التي يعيش مع محبوبته فقط، لا؛ فالدنيا هي جنة المؤمن، وإذا دخل فيها سيفوز بجنة الآخرة، ولكي يدخل فيها يجب أن يطيع رب العباد، ويرضى بالابتلاءات؛ لأن العيش عيش الآخرة، وما هي إلا لحظات وموعده في جنة الآخرة؛ فلقد حُفت الجنة بالمكاره، أقصد أن الإنسان إذا تغلب على شهوات نفسه ورضى بالقضاء دخل في جنة الدنيا والآخرة بإذن الله، الجنة في الآخرة درجات، أرقاها درجة المتحابون في الله؛ فاللهم اجعلني أنا وإياك يا صديقي في هذه الدرجة.
- منار عبدالرازق-