"وحدتى"
شاردة في الطريق أمامي، الأنوار تتزايد مع حلول الليل، أصوات السيارات تملأ المكان، هناك بعض الفتيات والشبان ينتظرون على الطريق، لابد وأنهم عائدون من دروسهم أو من الجامعة الخاصة بهم، هذا الأمر لا يهم ولكن المهم حقًا أن الكل لديه رفيق يسير معه يضحكوا سويًا، وأيضًا أرى هنا فتاة تُربت على كتف صديقتها الحزينة، وهذا شاب يمازح صديقه ويضحك بصوت مرتفع، الكل هنا لديه رفيق إلا شخص واحد والمثير للسخرية أنني هو، صدقًا لست حاقدة عليهم، ولكن لماذا لا أكون مثلهم لدي من يشاركني وحشة وظلمة الطريق ويسير معي نحو المستقبل؟ بهدف أو ربما نجد الهدف ونحن نسير سويًا، حقًا لا أعلم إلى متى سأظل هكذا ولكني أنتظر،أحيانًا أتعجب من نفسي، من تفاوت قدرة قلبي على التحمّل، في بعض الأحيان أبدو قوية لا يقهرني أي شيء، حتى يتهمني بعض مَن حولي بالشدّة التي تصل للقسوة، ويحسدوني على ثباتي، وفي أحيان أخرى تهزمني لمحة خذلان عابرة، تؤلمني وتزعزع ثقتي في نفسي، حتى تكاد تعصف بي، أتأرجح بين شدة القوة، وشدة الضعف، كأن بداخلي شخصين، واحد لا يبالي بكونه بمفرده دون أحد، وآخر تهزمه رؤيته لعلاقات الصداقة، بداخلي اثنان يتنازعان، وبينهما أتمزق أنا في المنتصف، أسأل الله أن يجعلني أتحلى بالصبر؛ لأني أعلم أنني لن أجد أجمل من اختيارات الله لحياتي فى كل علاقاتي سَواء، كلها تنصبّ في صالحي وأنا أعلم ذلك وأن كل الخير من تدابير الله، ومع وصول السيارة إلى وجهتي أقول وأردد بقلب راضٍ، رضيت يا رب.
بقلم/ أماني سمير الباز
عظمه
ردحذف