"وإني لعينيكَ وقعتُ أسيرةً تائهةً في سحرهما".
•••
_كنت قاعدة على الكرسي في البلكونة في الجو الجميل دا مع ريحة الورد اللي تهبل، والهوا عمال يطير شعري، وكوباية الشاي بالنعناع جمبي على إيد الكرسي، أجمل حاجة في حياتي كوباية الشاي بالنعناع دي أصلًا، وكانت إليسا في الخلفية بتقول:" ده من أول دقيقة لحبك قلبي مال، عرفت بمية طريقة تغير حال بحال"، اه بجد يا جماعة والله قلبي من أول ثانية مال ليه ووقع في سحر ضحكته اللي وقعت على قلبي وكإنها صاعقة من السما وشقلب كياني، من ساعة ما شوفته وشوفت ضحكته وأنا مش قادرة أبطل أفكر فيه، دا الراجل بشرته أنضف من حياتي والله، قعدت أسمع أغنية إليسا وسعد المجرد الجديدة، بجد هما الاتنين عاملين مع بعض كوبليه جامد، بيوديك في عالم تاني كدا مع اللي بتحبه، سمعت الأغنية وأنا بفتكره وبفتكر نظراته وضحكته، وآآآه من ضحكته اللي رشقت في قلبي دي، أكيد أنتوا مستغربين مين دا، دا واحد أنا شوفته امبارح وأنا راجعة من الكلية، كان واقف على بُعد مناسب من كليتي، وخدوا الكبيرة ظابط، أنتوا متخيلين! أنا وقعت في حب ظابط زي ما طول عمري ما بتمنى، أنا مهووسة في حاجة اسمها ظباط، والشاب دا كان واقف مع صاحبه، كانوا ناصبين كامين قدام الكنيسة وقاعدين قدامها، ومن ساعة ما روحت البيت وأنا عمالة أفكر فيه، آآآآه يا قلبي، فعلًا الواحد ملهوش سلطان على قلبه، العضو الوحيد اللي الإنسان ميقدرش يتحكم فيه.
_خلصت كوباية الشاي بالنعناع وقومت دخلت وبصيت نظرة أخيرة على القمر اللي كان بدر منور في السما والنجوم حراس بتلمع من حواليه، ابتسمت وكإني شايفاه مكان القمر، هزيت راسي وضحكت على سذاجتي ودخلت أنام عشان أصحى بكرا بدري للكلية، اه والله يا جماعة الكلية اللي كنت بكرهها بقيت بعشقها عشانه هو، آآه لو يطلع بيحبني ووقع في حُبي هو كمان زي ما أنا ما وقعت في عشقه، فجر، فجر فين غض البصر يا حبيبتي اللي ربنا أمرنا بيه؟ وهو برضو يا جماعة حد يقول للقمر لا؟ أنا هنام أحسن الولا كَل دماغي.
_صحيت الصبح الساعة 7 على صوت المنبه جمبي، قومت والابتسامة مرسومة على وشي علشان هشوفه النهاردة، دخلت الحمام وغسلت واتوضيت، وبعدين طلعت وصليت، وطلعت لبس مناسب ليا من الدولاب بتاعي واللي كان عبارة عن دريس لافندر هادي وعليه خمار اُفويت، لبست وفطرت مع ماما وأخويا اللي لسه في تالتة ثانوي.
_نزلت من العمارة اللي ساكنة فيها ووقفت تاكسي وروحت الجامعة، بصيت عليه من بعيد يمكن يكون واقف، بس للأسف مكنش واقف، دخلت الجامعة واتقابلت مع صحابي وأنا زعلانة جدًا إني مشفتهوش، كان نفسي أبدأ يومي بيه، دخلت السكشن بتاعي وقعدت في مكاني، ودكتور المادة دخل بعدنا على طول، كنت أنا قاعدة سرحانة فيه وفي ملامحه، فوقت على صاحبتي وهي بتنبهني للدكتور اللي عمال ينادي عليا وأنا مش واخدة بالي، اتنهدت وقُلت:
_آآآآه، هتعمل فيا إيه تاني يا حضظابط؟ من مقابلة واحدة وخليت حالتي حالة يابن الناس، أمال لو شوفتك تاني هعمل إيه؟ مش بعيد أروح أتقدملك.
ـ انتبهت على صوت الدكتور وهو بيطلب مني أقوم وأقوله هو كان بيقول إيه نتيجة إني كنت سرحانة ومش مركزة معاه.
_احييييي يا جماعة، هو كان بيقول إيه؟
_قعدت بعد ما تأسفت منه على عدم تركيزي وكان منظري وحش أوي بجد قدام كل اللي في السكشن، وكله بسبب حضرت الظابط.
_خلصت محضاراتي وطالعة مع صحابي وأنا بضحك، تلقائيًا عيني وقعت على مكانه لقيته واقف وبيبصلي بنظرة غريبة، معرفش الصراحة دي نظرة إعجاب ولا نظرة إيه؟ يمكن تكون نظرة الحب من أول نظرة، ضحكت على سذاجتي ومشيت وعيني مقدرتش تنزل من عليه وكأنها كانت عايزة تشبع منه بسبب حرمانها من شوفته الصبح وإني فضلت مستنية الليل ينتهي ويجي النهار علشان أشوفه تاني، أنا شيلت كمية ذنوب بسببه، وانا أعمل إيه؟ يلا ربنا يسامحني، ما هو الواد اللي مُز.
_روحت البيت واتغديت مع بابا وماما وأخويا، وبعدين نزلت بوست على الفيس كان محتواه "اخبروا ضحكته الجميّلة أن تكف عبثًا بقلبي".
مهي ضحكته بتوديني في عالم تاني يا جماعة، قعدت أذاكر شوية وبعدين قومت دخلت المطبخ وعملت كوباية الشاي بالنعناع بتاعتِي اللي بتهون عليا اليوم، ودخلت قعدت في البلكونة كعادتي ببص على القمر والنجوم، القمر دا حاجة مميزة، سهل تبصله بس صعب توصله، بحسني زيه أوي في حِفاظي على قلبي لحد ما أسلمه للشخص اللي يستاهله ويحافظ عليه، بت تقيلة يعني، مبستسلمش لأي حد، قلبي المهزأ دا مكنش بيدق لحد بسهولة، أما حضظابط من أول نظرة قلبي حسيته هيطلع من مكانه، مهزأ بصحيح.
_والأيام عدت عليا هكذا، بروح الجامعة كل يوم علشان أشوفه، لحد ما جه يوم نزلت فيه الجامعة وملقتهوش ولا لقيت الكامين اللي كانوا عاملينه، المدة بتاعته خلصت لما سألت عليه.
_روحت البيت ساعتها بعد ما سيبت صاحبتي ومشيت، كنت زعلانة وقلبي وجعني جدًا إني معنتش هشوفه تاني، مش عارفة إزاي حبيته في الفترة القصيرة دي وقلبي اتعلق بيه؟ بس أهو حبيته ووقعت في شباكه وسحر ضحكته، دخلت أوضتي ورميت نفسي على السرير ونمت محستش بحاجة.
_الأيام عدت كلها شبه بعضها، كنت بنزل الجامعة على أمل إني أشوفه أو ألمحه حتى، وكنت بروح أذاكر واعمل كوباية الشاي بالنعناع بتاعتِي وأنام، مكنتش حاسة بطعم الأيام، وجوده كان بيخليني أصحى كل يوم بنشاط والبسمة على وشي من الودن للودن وفرحانة علشان هشوفه، بس للأسف الأيام دي اختفت من حياتي مع اختفائهُ هو كمان.
_كنت قاعدة في البلكونة وكوباية الشاي بالنعناع معايا كالعادة، قاعدة ببص على القمر وبفتكره وبفتكر ضحكته وبتخيل أحلامي الوردية معاه، بس فجأة فُقت من اللي بفكر فيه وقُلت:
_أنتِ أكيد هبلة يا فجر، تلاقيه أصلًا دلوقتِي عايش حياته وأنتِ مش في دماغه، لازم تنسيه وتطلعيه من حياتك، و...وقلبك يا فجر؟ وإيه يعني بصلك مرة وضحكلك، لا لا هي مكانتش مرة، أنا لاحظته وهو بيبصلي دايمًا وبيبتسم، آآآآآه منك أنتَ يا قلبي، بتبررله كمان؟ دعيت وقولت ساعتها:
_يارب، لو ليا خير فيه اجعلني أشوفه مرة تانية، واجعلي نصيب فيه، واجمعنا مع بعض في أقرب وقت، ولو مش ليا خير ونصيب فيه، اجعل فيه الخير والنصيب يارب.
_إيه، إيه الهبل اللي أنا بقوله دا؟! هو مش المفروض أقول لو مش ليا خير فيه ربنا يبعده عني؟ ياربِ جينات الشعب المصري دي هتموتني.
_هزيت راسي بقلة حيلة من قلبي اللي هيوديني في داهية دا وقفلت البلكونة ودخلت نمت، نمت علشان أحلم بيه، ما هي أحلامي هي اللي مصراني إني مروحش أسأل واتقس عنه وأروح أتقدمله أنا بما إنه مهزأ ومش معبرني.
_صحيت تاني يوم بدري وقُمت علشان أروح الجامعة، طلعت وصبحت على بابا وماما وفطرت معهم ومشيت، خدت تاكسي ووصلني قدام الجامعة نزلت و...ثانية! إيه دا؟! دا هو! والله هو، شوفته واقف وبيبتسملي، قرصت نفسي وقُلت:
_لا لا، أكيد أنا مبحلمش، أنا شوفته بجد، بس يا خسارة مشي، كان نفسي أشبع قلبي منه، كان نفسي أروح آخده بالحضن وأقوله: حمدلله على السلامة يا خاطف قلبي من أول نظرة، يا ساحر قلبي وعيني، يا مدوبني في هواك عشقًا.
_الله، وكمان بقيت شاعرة.
_دخلت الجامعة وأنا في عالم تاني بفكر فيه، خلصت يومي في الجامعة وروحت أنا وصاحبتي تغريد والطريق طبعًا مخلاش من كلامنا، وصلت البيت وخبطت وماما فتحتلي بابتسامتها المعتادة، بس دي كانت غريبة حسيت وراها حاجة، ابتسمتلها أنا كمان ودخلت، وأنا رايحة أوضتي لقيتها بتنده عليا، بصيتلها وقُلت:
_في حاجة يا ماما؟
_اه يا حبيبتي، عايزاكِ في موضوع، روحي غيري وتعالي.
_أنا قُلت الابتسامة دي وراها حاجة، أمي وأنا عارفاها.
_دخلت غيرت وصليت وبعدين روحت لمامتي لقيتها في المطبخ.
_خير يا ماما، في إيه؟
_سابت اللي في إيديها والتفتتلي وقالت:
_كُل خير يا حبيبتي، تعالي.
_شدتني من إيدي وطلعنا في الصالون وقعدنا وقالت:
_أنتِ يا حبيبتي دلوقتِي كبرتِ وبقيتِ عروسة قمر و...
_قاطعتها وقُلت:
_ماما، في إيه إلهي يسترك؟ ادخلِي في الموضوع على طول علشان أنا تعبانة وعايزة أنام.
_حمحمت ماما وقالت بسرعة وكأنها ما صدقت طلعت الكلمتين اللي عايزة تقولهم:
_في عريس متقدملك.
_أفندم؟!
_بصتلي وقالت: في عريس متقدملك، بقاله أسبوع بيكلم أبوكِ، بس أبوكِ كان مستني علشان يفَاتحك في الموضوع علشان عارفك بومة وممكن ترفضي.
_صلاة النبي، ومن إمتى بيتقدملي عرسان ولقيت حد يتف في وشي؟ دا أنا كنت بدأت اشك في نفسي.
_على العموم هو جاي النهاردة بليل الساعة 7.
_نعم؟ دا اللي هو إزاي جاي النهاردة؟ دا أنتوا طابخينها مع بعض بقى وصاحبة الشأن آخر من يعلم.
_أنا عليا قولتلك، اقعدي معاه ولو معجبكيش خلاص، لا أنا ولا أبوكِ هنجبرك على حاجة، أهم حاجة عندنا سعادتك وراحتك، مع إن الواد ميترفضش، دا ظابط قد الدُنيا.
_لحظة! هي قالت إيه؟! ظابط!! نهار بمبي لو طلع هو.
_دخلت أنام شوية قبل ما العريس ييجي وأنا عمالة أفكر في كلام ماما إنه ظابط، مش معقول يطلع هو.
_نمت وأنا بدعي من قلبي إن يطلع هو.
_الوقت اللي هييجي فيه جه والساعة بقت 7 وأنا جاهزة ومستنية في أوضتي بعد ما اتصلت بصاحبتي تغريد وجاتلي علشان تبقى معايا وتساعدني، جرس الباب رن ومع رنته قلبي انتفض وحسيت بشعور حلو أوي، وفي نفس الوقت خايفة، خايفة ليكون مش هو.
_عرفت إنه جه هو وأهله وقاعدين مع بابا برا في أوضة الصالون بيتكلموا، شوية ولقيت ماما داخلة عليا علشان أطلع لهم، طلعت بإحساس جديد عليا، جسمي كله عمال يرتعش، دخلت وأول ما دخلت قلبي فضل يدق، حسيته هيطلع من مكانه، رميت عليهم السلام وروحت قعدت جمب بابا بعد ما سمعت أم العريس بتقول.:
_ما شاء الله.
_فضلوا يتكلموا شوية وأنا كنت بتكلم وبرد عليهم على قد السؤال وعاملة مكسوفة يعني، قاعدة عمالة أفكر: يا ترى هو حضظابط اللي خطف قلبي ولا واحد تاني؟ عايزة أرفع راسي من على السجادة اللي عديت كام عدد الورود اللي فيها بس برستيجي ميسمحليش، فُقت على صوت أنضف من حياتي وأرق من صوتي أنا جمبه واحد صاحبه.
_عدد الورود اللي في السجادة كام؟
_رفعت راسي ورديت عليه تلقائيًا: الورود الحمرا 99 والصفرا 110 والخضرا 40.
_سمعت صوت ضحكته اللي خطفت قلبي، لحظة! إيه دا! دا هو، حضظابط، ياربِ قلبي هيوقف من الفرحة، أكيد أنا بحلم، مستحيل يكون هو، لا دا هو بجد بشحمه ولحمه، لا أنا لازم أتأكد، كل دا كان كلام جوايا متلخبطة، تايهة، مش عارفة أعمل إيه.
_اقرصني.
_أفندم؟!
_لا طب استنى، أنا اللي هقرصك.
_قرصته وطلع منه صوت تأوه بسيط من قرصتي.
_في إيه يا مجنونة؟
_هو أنتَ حضظابط اللي كان بيقف عند الجامعة بتاعتِي؟
_لقيته ابتسم وقال: اه أنا.
_رديت عليه وقُلت تلقائيًا:
_أنتَ حضظابط اللي خطف قلبي من أول نظرة؟
_لقيت ابتسامته وسعت أكتر وبقت من الودن للودن وقال:
_ اه أنا حضظابط اللي خطفتِ قلبه من أول نظرة.
_لقيت عيني وسعت، هو قال إيه؟ قال إني أنا خطفت قلبه ومن أول نظرة؟! لا أكيد أنا بحلم، مستحيل يكون دا حقيقة وبتحصل معايا أنا.
_اتشجعت وعملت نفسي بت تقيلة ومش واقعة زي ما هو لاحظ، وأنا انفضحت قدامه وقُلت:
_ما يمكن يكون دا إعجاب مش أكتر وحضرتك فكرته حُب، ياريت لو إعجاب بلاش؛ لإن الإعجاب والانبهار بيروح مع الوقت، عامل زي مثلًا الطفل اللي شاف لعبة وانبهر بيها وبعد مرور الوقت اللعبة دي قِدمَت ومعدتش مبهرة، وفي الآخر هتترمي على الرف.
_رد عليا بكل حكمة ورزانة وقال:
_أولًا: أنا مش عيل صغير ولا مراهق يا فجر علشان معرفش أفرق ما بين الحُب والإعجاب، وأنا أهو بقولك أنا حبيتك فعلًا، ويمكن عشقتك كمان، كنت كل مرة بشوفك فيها كإني شايفك لأول مرة، لو إعجاب زي ما بتقولي كنت هشوفك مرة واتنين وتلاتة وخلاص الانبهار هيختفي؛ لإني خلاص اتعودت، ومكنتش هروح أقف عند جامعتك زي الحرامية كل يوم بعد ما مدة الكامين خلصت علشان أشوفك، اللي بيحب بجد كل مرة بيشوف فيها حبيبه بيبقى كإنه أول مرة يشوفه فيها، وأنا كنت كل لمّا أشوفك يا فجر بحس إني شايفك لأول مرة، وأوعدك لو لينا نصيب مع بعض الحُب اللي في قلبي ليكِ عمره ما هيقل، بالعكس دا هيزيد.
كمل كلامه وقال:
_وعلى فكرة، اسمك حلو أوي يا فجري.
_آآآآآه، هو في خطف قلوب كدا، أحبك إيه أكتر من كدا! وآآآآه هو قال فجري! أول مرة أسمع اسمي حلو كدا، يا بابا، يا عمو، الحقوني بالمأذون.
_بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير.
_محستش غير وأنا في حضنه وهو بيهمس في ودني وبيقول: مُبارك عليا أنتِ يا فجري، يا أعظم انتصار في حياتي، يا أحلى حاجة حصلتلي.
_حضظابط حمزة احنا مش قدك ألاه، يفرض أغمى عليا دلوقتِي قدام الناس هيقولوا عليا إيه؟ وقعت من طولها علشان مكلتش حاجة طول النهار غير سندوتش قد كف الأيد، غمزت وقُلت:
_وبيني وبينك، أنا وقعت من حاجة تانية.
_آآآآآه يا فجري، أنتِ بقيتِ منحرفة كدا إمتى؟
_من ساعة ما شوفتك يا حضظابط حمزة، يا جوزي، يا قرة عيني.
_ضحك وضحك معاه قلبي اللي أدمن ضحكته اللي خطفته للمرة اللي معرفش عددها.
"وماذا أُحدثك عن ضحكة اخترقت ثنايا قلبي، وأشعلت بهِ نيران العشق؟"
#تمت
#ريـهـام_نـاجـي