أعلمُ أن ثباتِك يكادُ ينهزُ
لكن تمسك به، كُنت وكأن أشجار في وقت عاصفةً اقتلعت جميعُ الأشجار إلا واحدة، اجعل ثباتَك مِثل هذه الشجرة؛ ليكُن الحق هو العنوان لك دائمًا وابدًا ولو كان ثمنهُ غاليًا، ولكن اعلم أن ثمن الجنة كبير ويجبُ أن تُوفي حقها، اعلم أنك تُحافظ على الصلاة ولو في بعض الأحيان تُقصر فيها لله، دائمًا فكر في: كيف أدفع ثمن الجنة؟ كيف أفعل شيئًا يُقربني من الله مثل: «طاعة الأم»؟
فَـالجنة تحت أقدام الأمهات، والقرآن فيه الكثير عن الأم وأحاديث واجب عليك أن تفعل كُل شيء؛ فإن طاعة الوالدين من طاعة الله، وسخط الوالدين من سخط الله؛ لتعلم! لا عملك ولا أي شيء يُلهيك عن ما نحنُ خُلقنا لأجله للعباده ودفع ثمن الجنة، العمل ليس دائمًا، أحيانًا يكون لديك مالًا وغنيًا لدرجة أنك إذا لن تذهب لعملك إلى أن تموت سيتبقى مالًا تُنفق منهُ، ولكنك لستَ سعيدًا وترى دائمًا أنك ناقص، ويوجد اُناس فقيرة ومُتعففة تريد أن تصبح لديها مالٌ، ولكن الله قسم الرزق؛ لأنهُ يعلم أن الفقير سيرتاح بالفقر ولو تمنى المال وأصبح لديه مالًا لن يرتاح، لن يكون سعيدًا {إنما المال والبنون زينه الحياة الدنيا}.
لا تحزن على عملك الذي تركته، لا تقُل ليتني لم أترك عملي الذي كنت أعمل فيه؛ فكل شيءٍ مكتوب لك، وأنت إذا علمت الخير الذي سيأتي بعدها ستعلمُ كيف كان ربك كريمًا معك، يمنعُ عنك شيئًا لم يكُن خيرًا لك، وأنت كان قلبك وروحك فيه كان سيصبح عملك تعب لك، ولن ترتاح أبدًا مهما أتيت بالمال الكثير، واعلم أن المال يذهب ويأتي، والفقير يصبح غنيًا، والغني يصبح فقيرًا.
بقلم مريم كرم