تتصارع العيون الباكية مع هزائم الروح الهشة، لم يحن الوقت حتى نصل إلى انتهاء العام المشؤوم الذي يحفل بكثيرٍ من مجازفات لتلك النفس على ألا تلمس النفس حافة الهلاك؛ فما أصعب أن نرى جسدًا لا يستمتع بكافة حواسه عندما يجلس أمام العامة! وفي نفس التوقيت يريد أن يذهب بعيدًا عن ضجيج الأصوات، وكذلك المناقشات الهدامة التي تحيط به من كل النواحي، كم سهرت في كل ليلةٍ بجانبي ورقتي وقلمي، وأيضًا فناجين قهوتي من كثرتها باتت أن تغرق غرفتي، أما عن الراحة في العزلة التامة عن الأعين؛ حتى لا تشعر النفس أنها صارت كالأشباح التي يذاع عنها أنها شديدة الرعب للقلوب، أصبحت أفكاري كالأرشيف يسترجع لذكريات الماضي المرير، أما عن الحاضر يتوقف عنه التفكير وكأنه كالظل يختفي عندما تذهب الشمس، ذهبت ضحكتي مع أول رحيل لرفيق لي وكأنهم
تعاهدوا معًا على البقاء وكذلك الرحيل، أصبحت اليوم كالأرض البور تنتظر بفارغ الصبر أن تُروي، الآن أصبحت كالرحال يسبح في الكون ولكن أمواج العودة تحوم حولي؛ حتى تملأ عينيَّ من رؤية الأحباب.
دعاء محمد