ضائعةٌ في شوارع الصمت؛ فكيف لي أن أستعيد شغف الحديث والرغبة في الحياة؟ تتعبني الساعات حد الموت، ويملأ الفراغ قارورة الأماني، يعلو صوت الأفكار الصاخبة من زوايا رأسي، شاردةٌ ولا أحد يثير الانتباه ما عدا ستائرٌ يلاعبها الريح، لا شيء يحدث كما ينبغي، تتكرر الأيام في اللائحة مرتديةً نفس الزي الممل، لا يوجد شيءٌ جديدٌ فيها سوى رسائل فضولية تملئ الصندوق، غرباء يودون المعرفة، وأصدقاء أخذهم الوقت يومًا بحجة الظروف، لا شيء هنا سوى الخواء، المكان خالٍ جدًا، خالٍ بمعنى الكلمة، هنا تفكَّر تشتت الشيخوخة في أرجائه رويدًا رويدًا، وروح متعبة، المكان مهجور، والجدران مخفية، راقِب جيدًا ثم غادِر.
فاطمة علي