وتهتُ شاردًا بين الدروبِ والطرقِ، شحيح البصرِ من هولِ الدمعِ، والجسد أجوفٌ فارغٌ من خبزِ الحُبِ، كُنتُ وحيدًا أُحارب جيوش الألمِ، ورصيفُ الشارع شاهدٌ عن ليالٍ برفقته قضيتُها أشكو له أسى البشر، فلانٌ هجرني وآخر ذمني، كُنت أتوسل إليه أن يُدلني على خلٍ يُساندني في المحنِ ويُداعب الروح بمرحٍ راسمًا البسمة على الثغرِ، انتظرتُك كثيرًا يا رفيق حتى ظننتُكَ لن تأتي!
بَكيتُ بحرقةٍ أُناجي ضمك، وأتلمسُ الحنان بين أحضانك، أتدري كم عانَا قلبي قبل أن يلتقي بعيناك؟
أتعلم لقد جفت دموع عيني وقلبي ما زال يَشهقُ في البكاءِ!
لقد كُنت أشبه بحلمٍ جميلٍ يُراودني ليلًا، وحينَ يأتي الصباحُ يتلاشى طيفك فتبدأ روحي بالنواح، لم أكن أعلم بأنك موجودٌ في عالمي، أنني حقًا سأستطيع أنا أُرافقك كما كُنت في أحلامي يا صديق أحلامي، أنا الآن مُطمئنة وأنت هُنا لجواري، تَسكن اللُب والعيون قريرةٌ برؤياكَ، فقُربُكَ جنةٌ بنائها حبٌ ونسائمها ودٌ، وفي بُعدكَ جحيمًا يَحرق روحي وأنفاسي.
أمل هاشم «نجمة السماء».