لقد قتلتِ شغف تلك الأفكار المشتعلة كالنيران، تأكل شيئًا فشيئًا هذا العقل، وتتلاعب كلماتها بالقلب الساذج الذي كاد أن يمزق من كثر ما تراكم عليه من غبار الأحزان السابقة؛ لقد فر من عيناي سكون النوم الهادئ، وأخذت ألقب بالسكران في الحاضر، وشبح الليل الساهر والعاجز على أن يخطو أولى خطواته نحو الأيام القادمة؛ لقد سُرقت مني فرحتي وتُبدلت مكانها هلع تلك الروح، عندما تدق الساعة وتُعلن عن منتصف الليل تتربص سموم الذكريات تتغلغل بداخلي؛ لكي تخبرني كم كانت الأيام قاسية وأنتِ الضعيفة الهالكة في بحر الظلام، بعد هذا أعود إلى نقطة البداية الصارمة التي أوشكت أن أجتازها منذ يومين.
دعاء محمد