*اللامبالاة أقامت ثورة داخلي ضد الشغف، كل يومٍ تفوز بأحد المعارك وحرب لا تنتهي أبدًا، كيف سأنتصر؟*
قرأت تلك الجملة في أحد الكتب، وكأنها تريدني أن أتذكر ما يحدث في حياتي، فقد هربت من فقدان شغفي وهزائمي للكتب؛ فوجدتها أمامي ولكنها أثرت بي بشدة، للوهلة الأولى التي شعرت أنني أريد الانتصار على اللامبالاة التي جعلتني لا أبالي لشيءٍ مما يحدث حولي، نعم أود الانتصار في تلك الحرب التي أصبحت طرفًا فيها ضد فقداني لشغفي ويأسي، فأنا أود أن يعودوا لي كلًا من شغفي وأملي في الحياة من جديد؛ فالحياة بلا شغفٍ لا تعاش، والآن لا وقت للهرب، لابد أن شغفي سيعود يومًا، لابد أنني سأنتصر على اللامبالاة يومًا؛ فأنا لن أجعلها تهزمني، يكفي، يكفي هزيمة لليوم، وأنا أتحدث مع ذاتي وأسير وقفت أمام نافذة غرفتي التي تشبه اللوحة الفنية بما بها من جمالٍ بالخارج؛ لأرى جمال الحياة، لأرى تلك الأشجار العالية التي تتمايل مع حركة الرياح وكأنها ترقص فرحًا بعودة الشتاء، وتلك الأزهار المثمرة التي يفوح منها عطرًا ينسيك مرارة الحياة وألوانها الجميلة التي تخطف قلب من يراها، ثم نظرت للجانب الآخر لأرى طفلين يلعبان معًا، في البداية تشاجروا ثم بعد عدة دقائق وجدت أحدهما ذهب ليقبل الآخر ويعتذر ثم أكملوا لعبًا معًا، للوهلة الأولى التي أشعر فيها أن الحياة جميلة من نافذة غرفتي؛ عندما أردت من داخلي أن أهزم كل ما يجعلني أيأس، أن أهزم اللامبالاة التي سيطرت على حياتي، أن أعود لشغفي وحبي للحياة، فعلت ذلك حقًا، ولأن بداخلي الإرادة رأيت الكون من حولي جميل وأن هناك أشياء لابد أن نحي لأجلها، نحن وحدنا من يستطيع أن نحي ما مات بداخلنا، وحدنا فقط.
وللآن أسأل ذاتي: كيف لبعض الكلمات أن توجهني للمسار الصحيح؟
بقلم: آية زغلول