إلى أهلي وعائلتي التي من المفترض أن تكون سندي، حمايتي، أماني، طمأنينتي، دوائي من كل داء والسبب في شعوري بالدفء، إلى أصدقائي الذين من المفترض أن يكونوا سببًا في التهوين والتخفيف عني، شركائي في كل شيء، الضحك، المرح، المصائب،
أين كنتم عندما تمكن مني الشجن وتوغل إلى أعماقي؛ حينما قضى عليّ وعلى كل ما هو حلو بداخلي من لحظاتٍ مفرحة؟
يا أسفىٰ، فالآن أود إخباركم أنكم كنتم الجزء الأكبر من التسبب لي في كل هذهِ المعانات والانكسارات، وكل تلك الانهزامات والصدمات الكثيرة التي تلقيتها واحدة تلو الأخرى، لا أتمكن من التعافي من واحدة؛ حتى أجد انتكاسة أخرى ووجع آخر وهزيمة أخرى وكأنهم وابل من الرصاص وقذف فوق رأسي، أين كنتم عندما بكيت وذرفت دموعًا ودموعًا خلف جدران غرفتي؛ حينما تألمت كثيرًا كاتمة أنيني لا يشعر بي أحد؟
تركتموني كلكم حينها في الطرقات وحدي تائهة، شريدة بلا مأوى، لا أجد من يضمني إليه ويحتويني من بأس العالم وشدته، ويربت عليّ وعلى قلبي ذاك المسكين الذي مُزق من كثرة خذلانه، ولا تلك الروح التي زهقت وانطفأ رونقها وبهائها، والآن تأتون بكل تَجبُرٍ ولامبالاة وتسألونني لِمَ تغيرت وابتعدت، لِمَ لم أعُد أحتاج أيًا منكم في حياتي واكتفيت بذاتي بعيدة عنكم؟
حقًا! لِمَ لا تسألون ذاتكم هذا السؤال؟
لِمَ تغيرت؟
الإجابة عِندَكم.
#ريهام_ناجي