شيماء بله نسمة عزازية
مدينة ميامي _ ولاية فلوريدا _ الولايات المُتحدة الأمريكية
تعيشُ سيلين وجيم، تدرُس سيلين علم النسيج وهي شغوفة جدًا بِدراستها، ذات طموحٍ عالي لتحقيق الإنجاز الذي لطالما حلُمت به.
وكان جيم فنانًا يجوبُ الطرقات، يرسُم المارة بشراسة، لا يُضيف جماليات على لوحاته، يرسُم المُتسول، كما يبدُو له أنه شاب حقيقي على عكس سيلين تُحبُ الخيال والأحلام، تتمنى كثيرًا ولها نظرات بعيدة.
جيم شاب في الخامِسة والعشرينَ مِن عمره، وسيلين تصغره خمس سنوات، شقراء جميلة ذات عطِر مُميز جدًا، دائمًا ما كانَ يقولُ لها جيم: لو أنني فقط أستطيعُ أن أرسُمَ عِطركِ هذا بلون الأزهار يا سيلين لاعتزلتُ بعدهُ الفن.
تُحِبُ جدًا أن تسمعَ هذا مِنه؛ فتغرقُ في حبه، إنه وسيم للغاية، شارِب ولحية، سجارة، ألوان، أكتاف عريضة، إنه رجُل حقيقي.
- هذا جيم، أنا أتحسسُ رائحة سجائره من بين ألف مارٍ، إنها مُميزة كما هو.
- جيم، أنا هُنا يا عزيزي.
- أعلم أنكِ هُنا لطالما كُنتِ هُنا، أنا وقلبي نراكِ وإن كُنتِ غيرَ موجودةٍ يا سيلين.
- أتُحبني لهذا الحد يا جيم؟ تُحبُ كُلي كحُبي لكُلك؟
- أنتِ طفلتي.
- وأنتَ أبي.
تبادلنا كلِمات دافئة، وأحببتُ جدًا كحلها.
- عُدتُ إلى منزلي أشِعُّ حبًا، عُدتُ وأنا أشعُر كما لو أن قلبي في حنجرتي، أووه إنه الحب، نظرتُ لنفسي فرأيتُ فتاة أجمل مني، فتاة مِن رحم الحب مولودة.
يالها مِن طفلة، أنا أحبُّ خجلها هذا، اه يا سيلين، إلى متى سنلتقي مُجددًا؟ فأنا حينَ ألقاكِ أشتاقُ إلى لقاءنا الآتي.
- مرحبًا.
- جيم يا عزيز روحي.
- سيلين، ما سِر الكُحل الذي على عينيكِ.
- أهو جميل؟
- كُنتِ تشبهينَ أمي.
- سأضعه لأجلكَ دائمًا إذًا.
-اه كم الصباح جميل! أيقنتُ أن جمال الصُبح يكمُن في من نتحدث معه ليلًا، من يضع السكينة في قلوبنا، كم أحبكَ يا جيم!
- اليوم أجمل حينَ أراكِ أولًا.