إن الاقتراب مني مغامرة ورحلة قد لا تتحمليها بتاتًا، صحيح إنني شخص يقدر الحب ويحترم المشاعر النبيلة؛ لكن في نفسي أؤمن أن الحياة معي لا تطاق، لا تحتمل؛ فأنا مهووس بلعنة التفاصيل، أركز في أشياء قد لا تعني شييء بالنسبة لأحد، لن تفهم إن أبسط التفاصيل كفيلة تغير نظام يوم كامل في حياتي، أنا من أولئك الذين يحبون أشياء لا يحبها أحد غيرهم من الناس، أحب الأشياء الفريدة النادرة، لا أهتم إن كانت مثل هذه الأشياء تنال حب الجميع؛ فأنا أحبها، أنا أفكر، أفكر كثيرًا في الأيام التي مضت، والمستقبل الذي ينتظرني، أفكر في الوجود في الحياة، أفكر حتى يتملك الصداع من رأسي حد إنني أصرخ أحيانًا من الصداع، وعن المزاجية؛ فأنا بلا سبب أضحك وكأن الحياة تعانقني بالبهجة والسعادة، وبلا سبب أحزن وكأن الحياة اتفقت في هذه اللحظة أن تبكيني، أنا أقدر الصداقات؛ لكن لو شعرت بالغيرة أثور، أثور بلا رحمة، قد أتهمك بالخيانة والقذارة رغم يقيني أنك لست هذا الشخص، وعن الخوف؛ فأنا أخاف من الاقتراب رغم احتياجي لشخص يقتحم عزلتي، شخص يمزق كل قصائدي البائسة، يُضيء عتمتي ويزرع الريحان والياسمين في عالمي، أخاف من النهايات الحزينة، من المشاهد التي عشتها في الماضي، من تكرار الخذلان والآلام جعلتني أفقد الثقة بالجميع، ثم إنني دائم الاحتياج قد أتصل بك في الرابعة فجرًا لأتحدث معك عن ثمة أشياء تافهة؛ لكنها تؤلمني، وقد أتصل بك لأبكي بلا سبب، وقد أتصل لأصمت معك؛ لأتشارك معك الصمت دون أن أنطق حرفًا واحدًا، وقد أحتاجك وأنا أقول لك إنني لا أحتاج لأحد، إن الاقتراب مني أمر مُرهق جدًا، صدقيني أنا لا أصلح للحُب.
مها بدر "كاديلاك"