أحد أعظم انتصاراتي هذه الفترةُ أنَّني أخذت على نفسي عهدًا ألَّا أسمح لأي شخصٍ، أو شيءٍ بتعكير صفو مزاجي، أصبحتُ لا أُعاتب أحدًا على قلة السؤال، ولا أنتظر تبريرًا مِن أحدٍ على رحيلٍ، أو غياب، مَن أراد الرحيل فليرحل، ومن أراد البقاء فهو فوق رأسي أحمله، لم أعد أهتم بأحد، ولا أنتظر شيئًا مِن أحد؛ فافعلوا ما تُريدون، وأصبحتُ أُعطي لكلِ شخصٍ على قدر ما أرى منه؛ فلكلِ صُنعٍ مقداره، لا تتوقع مني أن اُزيد عليه، وحتي تلك الأشياء التي كُنت أتهرب منها ومن مواجهتها؛ لأنها كانت تؤذيني الآن أضعُها أمام عيني ولا أُبالي بها، بل أصبحتُ أتعمد أن أتوقف عندها وأُفكِر بها ولا أتهرب، أصبحتُ أُومن أنَّ نفسيتي غير قابلة للتعكير، أُريد حقًا أن أعيش مُطمئِنةً، وأيضًا في سلامٍ نفسي، لا أبقى على من لا يريدني، ولا أتشبث بأحدٍ، فمن أراد الخروج من حياتي فَليخرُج بسلامٍ دون أي مشاكل، إنّي أخذتُ هُدنةً مع نفسي؛ حتى يَطمئِن قلبي، فحقًا الراحة تكمن في راحةِ القلوب، أرغب بحياةٍ أكون بها بخير، ألَّا أشعر برغبة ما بالهرب طوال الوقت من مخاوفًا و أخطاءٍ قديمة، الحياة تُصبِح كارثية مع مرور الوقت أصبحتُ أعلم أنَّ حقًا السلام يكمن في عدم الخوف، الاطئنان، وأيضًا ترك كل شيء يعكر صفو مزاجي حقًا لا أُريد سوى أن يكون قلبي بخير، وحياتي تكون هادئة سالمة.
# مها بدر "كاديلاك"