أنا القاسي والمَقسو عليه، وفي ذات الوقت المعرفة والنكرة، أنا الموجود بين الطيّات، أنا الماضي الدميم
للحق، أنا المنفصم، أنا الأقطاب السالبة والموجبة معًا، أنا البريء الخبيث، أنا من يظهر عكس ما يُضمِر، أملك من الخبث ما يكفي ليجعلك تقف أبديَّ العمر مذهولًا والبراءة عنواني، تدمع عينيك بعنفوان مصدقًا نظراتي، أنا المشوه داخليًا، أنا المنفصم.
تركمات الزمن بدأت بأفعالها الماكره لتضغط على صفاء ذهني، وتجعلني للنفور أميل، وبعدما كنت المبتدأ تجردت من الجملة الإسمية؛ لأصبح الفاعل والمفعول، والسلب يعرف طريقه فيسلكه؛ ليخنتق صدري المكلوم، أعاني من اضطرابات داخلية، وأصوات مؤذية، بداخلي إثنين والإثنان يصرخان بأن أستمع لهم، في أغلب الأحيان يصمت أحدهما فأتبع الآخر، ولكن الوضع أصبح خطير ينهار عقلي وأشعر بوخزات أمقتها؛ وكأن الأقدام زُلت والأرض من أسفلي تهتز
وأنا والدخيل في صراع مستميت، التشوه يزداد وسيطرة الدخيل أصبحت مخيفة، للحق أخاف أن أفقدني ويظل الدخيل هو الوحيد بداخلي.
بقلم نوران محفوظ