منذ صغري وأنا أُعاني وأكتمُ ما بداخلي، أنا لا أُريد أن أُثير الشفقة نحوي، أنا فقط حنينة القلب، والنون زاي (ز)، ربما أكون قد جرحت الكثير بكلماتي، وربما بمشاعري وأفعالي، ولكن هل سألتموني يومًا عن من جرحني؟ جرحني زماني الغدّار، وأحبائي الجرار، وحتى الصديق الخوَّان لم أسلم من جُرحِه، وحتى وإن باتت جميع أشيائي تُحاربني، هل أنا بهذا السوء؟ هل أنا من قوم فرعون وثمود؟ لا أحب أن ينقطع الوصال أو أن ينتهي الوداد، ولكن أصبح قلبي ثقيلًا بما يكفي من الذي مر به، أجبرُ كسر تلك وأحتوي الأخرى، وأُرمم قلبها، وهل من حافظٍ للجميل؟ حسناً، مذا عن كسري؟ مذا عن قلبي؟ ماذا عن خوفي؟ ألا أستحق البعض من الوداد؟ أعلم أنني سيئة في نظركم، ولكن أُقسم لكم أنني مغلوبة على أمري، قليلة الحيلة، لماذا جميعكم تحبون إيذائي؟ بتصرفات توحي لي أنني لم أكن شيئًا من قبل، وأُخرى تقصدُ جرحي، ألم أكُن كافية إلى هذا الحد؟ رغم ذلك لا أستطيع رد الأذى بالأذى؛ فلم أعتد ذلك، وهذا ما أكرهُه في نفسي، ضُعفي، وطيبتي، وقِلة حيلتي.
لـ هاجر عبدالوهاب_سيدرا